[157] قال ابو حامد الاعتراض ان هذا كله من عمل الوهم وأقرب طريق فى دفعه المقابلة للزمان بالمكان فانا نقول هل كان فى قدرة الله تعالى أن يخلق الفلك الاعلى فى سمكه اكبر مما خلقه بذراع فان قالوا لا فهو تعجيز وان قالوا نعم فبذراعين وثلاثة أذرع وكذلك يرتقى الامر الى غير نهاية فنقول فى هذا اثبات بعد وراء العالم له مقدار وكمية اذ الاكبر بذراعين أو ثلاثة يشغل مكانا اكبر مما كان يشغل الآخر بذراعين أو ثلاثة فوراء العالم بحكم هذا كمية تستدعى ذا كم وهو الجسم أو الخلاء فوراء العالم خلاء او ملاء فما الجواب عنه . وكذلك هل كان الله قادر على أن يخلق كرة العالم أصغر مما خلقها بذراع أو بذراعين وهل بين التقديرين تفاوت فيما ينتفى من الملاء ويتبقى والشغل للاحياز اذ الملاء المنتفى عند نقصان ذراعين أكثر مما ينتفى عند نقصان ذراع فيكون الخلاء مقدرا والخلاء ليس بشىء، فكيف يكون مقدرا وجوابنا فى تخيل الوهم تقدير الامكانات الزمانية قبل وجود العالم كجوابكم فى تخيل الوهم تقدير الامكانات المكانية وراء وجود العالم ولا فرق
Página 87