[158] قلت هذا الالزام صحيح اذا جوز تزايد مقدار جسم العالم الى غير نهاية وذلك انه يلزم على هذا ان يوجد عن البارى سبحانه شىء متناه يتقدمه امكانات كمية لا نهاية لها واذا جاز هذا فى امكان العظم جاز فى امكان الزمان فيوجد زمان متناه من طرفه وان كان قبله امكانات أزمنة لا نهاية لها .
[159] والجواب عن هذا ان توهم كون العالم أكبر أو أصغر ليس بصحيح بل هو ممتنع . وليس يلزم من كون هذا ممتنعا ان يكون توهم امكان عالم قبل هذا العالم ممتنعا الا لو كانت طبيعة الممكن قد حدثت ولم يكن قبل وجود العالم هناك الا طبيعتان طبيعة الضرورى والممتنع وهو بين ان حكم العقل على وجود الطبائع الثلاثة لم تزل ولا تزال كحكمه على وجود الضرورى والممتنع .
[160] وهذا العناد لا يلزم الفلاسفة لانهم يعتقدون ان العالم ليس يمكن ان يكون أصغر مما هو ولا أكبر ولو جاز ان يكون عظم أكبر من عظم ويمر ذلك الى غير نهاية لجاز ان يوجد عظم لا آخر له ولو جاز ان يوجد عظم لا اخر له لوجد عظم بالفعل لا نهاية له وذلك مستحيل وهذا شىء قد صرح به أرسطو اعنى ان التزيد فى العظم الى غير نهاية مستحيل .
Página 88