[154] واذا كان هذا الامكان فى العوالم يمر الى غير نهاية أى يمكن ان يكون قبل العالم عالم وقبل ذلك العالم عالم ويمر الامر الى غير النهاية فهنا امتداد مقدم على جميع هذه العوالم وهذا الامتداد المقدر لجميعها ليس يمكن ان يكون عدما فان العدم ليس بمقدر ولا يكون الا كما ضرورة فان مقدر الكم ضرورة كم فهذا الكم المقدر هو الذى نسميه الزمان .
[155] وهو يظهر انه متقدم بالوجود على كل شىء يتوهم حادثا كما ان الكيل ينبغى ان يكون متقدما على المكيل فى الوجود وكما انه لو كان هذا الامتداد الذى هو الزمان حادثا بحدوث حركة أولى لوجب ان يكون قبلها امتداد هو المقدر له وفيه كان يحدث وهو كالكيل لها كذلك يجب ان يكون قبل كل عالم يتوهم وجوده امتداد يقدره فاذن ليس هذا الامتداد حادثا لانه لو كان حادثا لكان له امتداد يقدره لان كل حادث له امتداد يقدره هو الذى يسمى الزمان
[156] فهذا هو أوفق الجهات التى يخرج عليها هذا القول وهى طريقة ابن سينا فى اثبات الزمان لكن فى تفهمها عسر من قبل انه مع كل ممكن امتداد واحد ومع كل امتداد ممكن يقارنه وهو موضع النزاع الا اذا سلم ان الامكانات التى قبل العالم من طبيعة الممكن الموجود فى العالم أعنى انه كما ان هذا الممكن الذى فى العالم من شأنه ان يلحقه الزمان كذلك الممكن الذى فى قبل العالم فهذا بين فى الممكن الذى فى العالم ولذلك يمكن ان يتوهم منه وجود الزمان
Página 86