La paloma y el otoño

Najib Mahfuz d. 1427 AH
69

La paloma y el otoño

السمان والخريف

Géneros

ثم وهي تشير إلى قدرية ضاحكة: أقدم لك قدرية هانم، صديقة عزيزة، وحرم رجل عظيم من المفقودين في الحرب.

وتجهم وجه عيسى، واحمر وجه قدرية، وابتلت رموش عينيها، ولما لاحظ سمير ذلك، قال: علامة طيبة تبشر بالخير، ما قولك؟

ولم تكف الألسنة عن الكلام لحظة واحدة، وقالت إحسان: لكل مشكلة حل بلا جدال.

وخاطب سمير قدرية وهو يبتسم: الأمور تعالج برفق، زوجك رجل عنيد، وقد تعرض فيما مضى لألوان من الإرهاب والتعذيب ولكنه لم يتحول عن رأي.

وتساءلت قدرية: هل ترضيكم هذه الحال؟ .. تكلموا.

وقدمت صينية فضية بقوالب الكاساتا وفطائر بلدية من السوق، فكانت هدنة استمتعوا فيها بأكلة ظريفة.

وقال سمير: الحق أن جميع البشر في حاجة إلى جرعات من التصوف، وبغير ذلك لا تصفو الحياة.

فقال عيسى: نحن في حاجة إلى أن نعود للحياة مرارا حتى نتقنها.

فقالت قدرية، وكانت تخاطبه لأول مرة: أرجو ألا تؤجل حسن معاملتك لي إلى حياة أخرى.

فقال سمير وهو يمسح بطرف منديل مبلل بالماء نقطة من الفراولة الذائبة سقطت على ثنية بنطلونه عند الركبة: لنتكلم عن المستقبل، أرجوكم.

Página desconocida