فابتسم سمير قائلا: حتى هذه الصورة الزائلة حتمية ونتيجة لمئات من عوامل الجو والطبيعة، ولكن خبرني، أتريد أن تتزوج؟
فضحك عيسى وأكمل الاسباتس وهو يقول: خاطرة حلم ليس إلا، ما بال المتصوفين يصدقون كل شيء؟
فقال سمير بضجر: إذن لنتحدث عن موقفك.
فقال بنبرة الروح نفسها: تصور أنني قابلت وأنا قادم من الفندق سامي باشا عبد الرحمن الحر الدستوري القديم، أنا شخصيا شعرت نحوه بعطف ما لانتسابه معي إلى الجيل الزائل، وتصافحنا ووقفنا نتكلم، ومن عجب أن قال لي في ختام حديثه: «لولا سعد زغلول ما وصلنا إلى هذه الحال!»
وضحك سمير بقوة لفتت إليهما عشرات الأعين حولهما. وإذا بعيسى يقول بنبرة جديدة: أكبر خازوق شربته هو مؤخر الصداق، العجوز الداهية بعيدة النظر!
فقال سمير بأسف: قدرية هانم ست معقولة جدا يا عيسى، أنت في حالة قمار جنونية.
فنفخ عيسى بضيق متمتما: الملل أجارك الله!
فربت سمير على يده قائلا: العمل ... العمل، نصيحتي الأولى والأخيرة لك.
وفي أول السهرة الليلية وعيسى منهمك في اللعب جاءه سمير يدعوه للقيام معه لأمر هام عاجل ... وأراد عيسى أن يتجاهل الدعوة ويستمر في اللعب، ولكن سمير انتزعه من المائدة رغم احتجاجه الصاخب، والاحتجاج الصامت المحدق به.
وفي عشة سمير وجد نفسه أمام إحسان زوجة سمير وقدرية زوجته التي جلست على مقعد كبير خافضة الرأس، ورحبت به إحسان وأجلسته إلى جانبها على كنبة طويلة شبه مستديرة كثيرة الزخارف، وهي تقول: نحن نشكر لك تفضلك بالحضور.
Página desconocida