Sirat Amir Hamza

Anónimo d. 650 AH
188

Sirat Amir Hamza

Géneros

الغد كلكم لنفني قبلا جماعة الأمير لأني أعرف بالامتحان أن سين ألف من رجالي اللبنانيين يقاتلون ألف ألف من أبطال العرب وغيرهم إذا كنت أنا بيهم أحميهم .

وبات الفريقان ينتظران الصباح إلى أن أتى بوجهه الوضاح فنهضت الفرسان تطلب الحرب والكفاح وكان يظن الأمير أن الملك كسروان يطلب لنفسه الثأر في ذاك النهار ويأ لبرازه غير أن الأمر جاء بالعكس لأنه عندما التقى الفريقان في ساحة الميدان واصطف - الصفان أمر كسروان رجاله أن تحمل من كل مكان فحملت كأنها أسود خفان وكان قد أوصى ولديه بشير ومباشر أن يأخذا نصف العساكر ويتوغلا في الشعاب ويأتيا من خلف الأعداء وهم مشغلون بالقتال فيوقعون بهم الخيال والنكال فادرك الأمير حمزة لما رأي عساكر بيروت قليلة أن القصد مفاجأتهم بغتة وهم مشغلون القتال بالحاضرين ولذلك قال لأندهوق أريد منك ومن معقل البهلوان أن تتأخرا عن القتال وتراقبا التلال والجبال فإذا ريأتما الفرسان خرجت منها فالتقياها واجمعاها إلى بعضها فلا بد في هذا الغهار من نباية الحال فأجابا طلبه وأقاما مع نصف العساكر بالمرصاد .

وأما الأمير فانه التقى العساكر كالليث الكاسر وانتشب القتال وانتشاب الشظايا وقدمت النفوس لمذابح الفناء ضحايا وتقدمت الشجعان بقلوب قوية لا تخاف المنايا وفرت الجبناء تطلب لنفسها الاستتار في الخبايا وأما الأمير حمزة فانه قال لأخحيه عمر سر أمامي إلى الجهة التي يقاتل فيها كسروان فإني لا أرغب أن أدعه يتمكن من رجالنا فينزل بهم الويل والعبرة وإني أعرف متى قتلته تفرقت رجاله فأجاب طلبه وأخخذ يخترق به الصفوف ويطعن في صدر المئات والألوف والرجال تنفر من بين ايديه! كما تنفر الاحجال من البواشق وفيا هم على مثل ذلك إذا بالأميرين بشير ومباشر ظهرا من نحلف الحبال وحملا على العرب وفي ظنه) أنبها ينالان المقصود وإذا بالأمير اندهوق بن سعدون ومعقل البهلوان التقيا مبها واشتعلت نار القتال بين الفريقين وقام سوق ال حرب والطعان في كل ناحية ومكان وتدفقت الدماء كالغدران وفارقت الرؤ وس الأبدان وداست الخيل في أقحاف الفرسان فاتخذتها نعالا وأغمدت السيوف في صدور الاقران فقطعت منها الآمال . وكان ذاك اليوم كثير الأهوال عظيم الأخطار شديد المصائب ولا زال الأمير حمزة على ما تقدم يقاتل ويناضل إلى أن التقى بالملك كسروان وهو يلتهم الأبطال وينزل البلاء والتكال فصاح به وانحط عليه وهو لا يصدق أن يراه فالتقاه كسروان وأخخذ معه في الخروب والطعان مقدار ساعتين من الزمان إلى أن اختلف بينبها ضربتان قاضيتان كانت ضربة الأمير حمزة أرشق وإلى قبض الأرواح أعجل وأسبق فوقعت في صدر الملك كسروان ألقته قنيل وفي دماء جديلا وعرف قومه ما حل به وانتشر خبر موته في كل مكان حتى وقع الرعب في قلوب الجميع فتأخروا إلى الوراء وعند

45١

Página desconocida