Sirat Amir Hamza

Anónimo d. 650 AH
187

Sirat Amir Hamza

Géneros

به وقت القتال غاب عن نظري بين جموعنا لأنه فارس شديد وشيطان مريد ينتقل من مكان إلى مكان كأنه البرق في اللمعان ولذلك لا تثبت عساكرنا أمامه بل تتفرق من حواليه فقال له إني أعرف وجوده على الدوام فإذا لم يكن في الغد براز أوصلتك إليه في الخال لأن ليس من الصواب أن تتركه على غيره يبلك من قومنا ويقتل فيهم القتل الذريع هو وولده . قال وبات الأمير تلك الليلة وفي فجر اليوم التالي أيقظه عمر من. رقاده فنبض إلى جواده فركبه وتقلد بسلاحه وتقدم وسط الميدان قبل إتيان الفريقان وكانت العرب قد عرفت بما فعل أميرها فأسرعت إلى الساحة واصطفت وهي تضرب بطبوها وتعزف بزهورها وعلى هذا مبض ال ملك كسروان قبل الأوان وتقدم بعساكره إلى ساحة الميدان فوجد الأمير حمزة في الوسط وهو يصول ويجول ويطلب مبارزة الأبطال والفرسان ففرح في نفسه وقال لا بد لي في هذا اليوم من براز العرب وإهلاك قسم من فرسام الأشداء ثم أطلق لحواده العنان حتى التقى بالأمير حمرة فحمل عليه حملة جبار عنيد فالتقاه بقلب أشد من الحديد واختلف بينه| الطعن والضرب < ووقعا بالعناء والكرب . ولا زال في.أشد قتال وأعظم نزال وهما تارة يفترقان وتارة يجتمعان كأنبها أسدان ضرغامان أو جبلان عظيمان وقد حجبههما الغبار عن العيان ولم يكن يسمع إلا همهمة وبربرة ودمدمة حتى كان العصر فرأى الأمير حمزة شدة الملك كسروان فتعجب منه وعلم أنه من الفرسان العظام .

وكذلك الملك فانه رأى من الأمير فوق ما كان يظن وخاف أن يمضي النبار ولا ينال منه المرام ولذلك صاحبه وانحذف عليه وبادره بضربة كان يظن أعا تكون القاضية عليه فضيعها الأمير بمعرفته وأرسل اليه خبربة منه أشد من ضربته وقد أخخذ به الحنق كل مأخذ فوقعت الضربة على طارقة الملك كسروان وانقشعت عنها بشدة أرياح قوته فوقعت على رقبة الحواد فقطعتها ولما شعر كسروان بموت جواده قفز بأسرع من لمح البصر عنه إلى الأرض ليدافع عن نفسه وقد صمم أن لا يسلم ذاته وهو في قيد الحياة فأراد الأمير أن ينحط عليه لياخذه أسيرا وإذا بولديه بشير ومباشر قد هجما على الأمير وحملت من خلفههم) العساكر, فاتبعتها العرب وكانت موقعة عظيمة إلى أن كان المساء فرجع القومان عن القتال . والأمير يتحوق من فوات كسروان ونجاته من يده في ذاك الغبار ويطلب أن يأتي الغد ليقتله ويرتاح من شره ومن ثم لا يعود مانع يمنعه عن الاستيلاء على بيروت ونهاية الحرب فيها . وأما كسروان فانه بقي في غيظ وكدر إلى أن دشل صيوانه فاجتمع إليه الرجال من أعيان المدينة وقالوا له إن القتال مبارزة جما يطيل علينا المطال وكنا نريد منك أن لا تبارز إلا بعد أن تفنى رجاحم لأن بي مدة الأيام الماضية كان الفوز لنا بخلاف هذا اليؤم فقال لهم إني اعرف ذلك وكيف كانت ال حال لا بد من قتل هذا الأمير وإني أقر وأعترف أنه بطل من أبطال هذا الزمان يندر وجوده مثله في بيروت ولبنان وفي كل مكان غير أني أريد منكم أن تبكروا إلى الحرب في 9

Página desconocida