الظلام رجع الأمير حمزة منصورا ظافرا إلى الخيام ومن حواليه أخوه عمر والثمائمائة فارس الذين ولدوا معه وتربوا وإياه في زمن واحد يحتاطون به كالهالة فوجد أن الأمير أندهوق قد “أنبى الأمر وفض المشكل وبدد شمل رجال بشير ومباشر وهئأوا بعضهم البعض واجتمعوا إلى صيوان الملك النعمان يتشاورون في هذا الشأن فقال لهم الأمير حمزة أن الأمر قد انقضى وعندي أن الأمير بشير ومباشر لا يطلبان بعد أبيهم| القتال ولا يرغبان في عنادنا بعد أن شاهدا ما حل بأبيه|ا فقال أندهوق لا ريب أنها يدخلان المديئة ويقصدان الحصار فيها فنلتزم إلى التطويل والعاقة أجاب هذا لا يهمنا أبدا ولا بد لنا من الإيقاع بكل من يعاندنا كما أننا نساعد ونغيث كل من يطلب مصاحبتنا وفي الصباح سأبعث بأخي عمر إلى بشير ومباشر وأطلب إليهما التسليم فإذا أجابا كان ذلك لخيرهما وإذا امتنعا ألحقهما بأبيهما . فهذا ما كان؛ من العرب وأميرهم وأما ما كان من بشير ومباشر فإنه) تقهقرا إلى الوراء ولاقيا الخيبة والفشل وحزنا على موت أبيهما كل الحزن فدخلا المدينة بمناتبقى من الرجال وقفلا الأبواب من كل الجهات وجمعا مجلسا من أعيان البلاد وفرسانها فاجتمع عندهما الخاص والعام فقال مباشر أني دعوتكم الآن لأعرف ماذا تعتمدون في تدبير أمور المدينة والقتال فقالوا اننا نعرف أن مدينتنا منيعة الأسوار صعبة المأخذ لا تؤخد بعام ولا بعامين غير أننا لا نرغب في قتال العرب وعنادهم وقد أحطأ أبوك في ذلك إذا أن القصد دفع الجزية لكسرى وقد عرض الأمير علينا ذلك ووعدنا بالخلاص من نير كسرى وثقل أخطاره وضرائبه وقصد كسرى هلاك الأمير حمزة فإذا كان هو ملك ملوك هذا الزمان يعجز عن هلاكه وقصد إبعاده فماذا نفعل أمامه وعنذنا أن نصالح الأمير ونعرض حالنا عليه ونفعل كيا فعل غيرنا من الملوك الكبار فقال لهم إني عولت على مثل ذلك في صباح الغد سأخرج طائعا إلى حضرته وأسأله العفو عنا وعبا سلف منا وما كان ذلك إلا من أبي وفوق كل ذلك فإني سأدخل في خدمته وأسافر معه أينها سافر وأقاتل بين يديه وتحت أمره وأقتدي بغيري من الملوك والأمراء فقال أخوه وأنا أفعل كذلك فإن في صحبة الأمير الغاية وقد وقع له من قلبنا موقعا عظييا فاتفق الجميع على مثل ما تقدم وانتظر الجميع اتيان الصباح إلى أن جاء مقباد بصبوحه وإذ ذاك :بض مباشر وبشير فلبسا ملابس السلاح وأخذا معهما مشايخ المديئة وأعيانها وخرجوا جميعا من المدينة إلا أنهم ما بعدوا من أبوابها حتى لاقوا الأمير عمر سائرا إليهم بأمر أخيه ليعرض عليهم: التسليم ففرحوا به وساروا معه إلى أن وصلوا إلى أمام الأمير فلاقاهم وترحب بهم مزيد الترحاب وأكرمهم غاية الاكرام وقال لهم أنه يصعب علي أن أكون قاتل الملك كسروان غير أنه هو الذي تعدى على وقصد هلاكي وهلاك قومي ومن كان مثله يفدى بالأرواح غير أن عمره قد فرغ وانقضى فأعزيكم به وأطلب إليكم أن تختاروا غيره من ولديه بشير ومباشر فقال له بشير ومباشر إن أبانا قد قتل بالحرب أي في سبيل العداوة ومن يقتل في مثل هذا المركز لا يلام 91
Página desconocida