ما يومَ الدين. يومَ لا تَملِكُ نفسٌ شيئًا)، فموضع اليوم رفع، إلا إنه نصب لأن إضافته غير محضة. قال الشاعر:
مِن أيِّ يومَيَّ من الموتِ أفغِرّ ... أيَومَ لا يُقْدَرُ أم يومَ قُدِرْ
فاليوم الذي بعد الألف وبعد أم مخفوض على الرد على اليومين الأولين. وقال الآخر:
على حينَ انحنيتُ وشابَ رأسي ... فأيَّ فتىً دعوتَ وأيَّ حينِ
وقال الآخر:
على حينَ عاتبتُ المَشِيب على الصبِّا ... وقُلتُ ألمَّا تَصْحُ والشيبُ وازِعُ
ومن روى البيت الأول: (ولاسيما يومٍ) قال: موضع ويوم عقرت خفض على النسق على اليوم
الأول، إلا إنه نصب لأن إضافته غير محضة. وقال الفراء: لا يجوز أن يكون (يوم عقرتُ) مردودا
على قوله (ألا رب يوم لك منهن صالح)، لأنه مضاف غير محض وهو معرفة، فلا يجوز لرب أن
تقع على المعارف. وقال غير الفراء: اليوم منصوب بفعل مضمر، كأنه قال: وأذكر يوم عقرتُ.
وقالوا: معناه التعجب.
قال أبو بكر: والقول الأول عندي أقيس، لأنا نضمر إذا لم يمكنا النسق، فإذا أمكننا فليس بنا حاجة
إلى الإضمار.
ويقال: العذارَى والعذارِى، والصحارَى والصحارِى، والذفارَى والذفارِى. ومطيته: ناقته. ويقال حمر
مصارٍ ومصارَى: منسوبة إلى مصر؛ ودجاج بحارٍ وبحارَى: منسوبة إلى البحر.
وقوله: (فيا عجبا لرحلها المتحمل) معناه: فعلت هذا لسفهي في شبابي. ثم أقبل يخبر فقال: فظل
العذارى يرتمين. ويقال معنى قوله: (فيا عجبا لرحلها المتحمل): العجب لهن ومنهن كيف أطقن حمل
الرحل في هودجهن، فكيف رحلن إبلهن على تنعمهن ورفاهة عيشهن، ورخص أبدانهن.
1 / 34