ويجوز أن تخففها فتقول رُبَتَ رجل قائم. والمعنى: ألا رب يوم كان فيه لك سرور وغبطة.
واليوم مخفوض برب، واللام صلة لليوم، ومن صلة اللام، كما تقول: مررت برجل في الدار خلفك،
فتجعل في صلة رجل، وخلفك صلة في. ولا يجوز أن تكون اللام ومن صلتين لليوم، لأن الرسم لا
يوصل بصلتين، لا يجوز أن تقول مررت برجل قام قعد. ويجوز أن تكون اللام صلة صالح، ومن
صلة اللام. وصالح صلة لليوم مشبه بالنعت، من قبل إنه تبع اليوم، والصلات لا تتبع الأسماء.
وقوله: (ولا سيما يوم بدارة جلجل) معناه التعجب من فضل هذا اليوم، أي هو يوم يفضل الأيام،
والتقدير: ولا مثل الذي هو يوم. فما بمعنى الذي، واليوم مرفوع بإضمار هو. ويروى (ولا سيما يوم)
فاليوم مخفوض بإضافة سي اليه، وما صلة. ويقال سيَما وسيَّما، بالتخفيف والتشديد. ويقال: هذا سي
هذا، أي مثل هذا. ويقال: هما سيان، أي مثلان.
ودارة جلجل: قام هشام بن الكلبي: هي عند غمر ذي كندة وقال الأصمعي وأبو عبيدة: دارة جلجل
هي في الحمى. ويقال: دار ودارة، وغدير غديرة، وإزار وإزارة. والباء في قوله: (بدارة جلجل)
صلة لليوم.
(ويَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارَى مَطَّيتي ... فيا عجَبَا لرَحْلها المتَحمِّلِ)
اليوم موضعه رفع على الرد على اليوم الذي بعد سيما، إلا إنه نصب في اللفظ، لأنه مضاف غير
محض. قال الله ﷿: (وما أدراكَ ما يومُ الدين. ثم ما أدراكَ
1 / 33