Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
ومنها : فضائله وفرائضه ، فالفضائل النوافل ، أي هي فضلة غير واجبة كركعتي الصبح وغيرهما ، والفرائض كفريضة الصبح . وقال الراوندي : الفضائل ههنا : جمع فضيلة ، وهي الدرجة الرفيعة ، وليس بصحيح ، ألا تراه كيف جعل الفرائض في مقابلتها وقسيما لها ، فدل ذلك على أنه أراد النوافل ! ومنها : ناسخه ومنسوخه ، فالناسخ كقوله : ' فاقتلوا المشركين ' ، والمنسوخ كقوله : ' لا إكراه في الدين ' .
ومنها : رخصه وعزائمه ، فالرخص كقوله تعالى : ' فمن اضطر في مخمصة ' والعزائم كقوله : ' فاعلم أنه لا إله إلا الله ' .
ومنها : خاصه وعامه ، فالخاص كقوله تعالى : ' وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ' ، والعام كالألفاظ الدالة على الأحكام العامة لسائر المكلفين كقوله : ' وأقيموا الصلاة ' . ويمكن أن يراد بالخاص العمومات التي يراد بها الخصوص كقوله : ' وأوتيت من كل شيء ' ، وبالعام ما ليس مخصوصا ، بل هو على عمومه كقوله تعالى : ' والله بكل شيء عليم ' .
ومنها : عبره وأمثاله ، فالعبر كقصة أصحاب الفيل ، والآيات التي تتضمن النكال والعذاب النازل بأمم الأنبياء من قبل ، والأمثال كقوله : ' كمثل الذي استوقد نارا ' .
ومنها : مرسله ومحدوده ، وهو عبارة عن المطلق والمقيد ، وسمي المقيد محدودا وهي لفظة فصيحة جدا ، كقوله : ' فتحرير رقبة ' ، وقال في موضع آخر : ' وتحرير رقبة مؤمنة ' .
ومنها : محكمه ومتشابه ، فمحكمه كقوله تعالى : ' قل هو الله أحد ' ، والمتشابه كقوله : ' إلى ربها ناظرة ' .
ثم قسم عليه السلام الكتاب قسمة ثانية ، فقال : إن منه ما لا يسع أحدا جهله ومنه ما يسمع الناس جهله ، مثال الأول قوله : ' الله لا إله هو الحي القيوم ' ، ومثال الثاني : ' كهيعص ' ' حمعسق ' .
ثم قال : ومنه ما حكمه مذكور في الكتاب منسوخ بالسنة ، وما حكمه مذكور في السنة منسوخ بالكتاب ؛ مثال الأول قوله تعالى : ' فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت ' ؛ نسخ بما سنه عليه السلام من رجم الزاني المحصن . ومثال الثاني صوم يوم عاشوراء ، كان واجبا بالسنة ثم نسخه صوم شهر رمضان الواجب بنص الكتاب .
ثم قال : وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله ، يريد الواجبات الموقتة كصلاة الجمعة ، فإنها تجب في وقت مخصوص ، ويسقط وجوبها في مستقبل ذلك الوقت .
Página 79