Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
وقالوا : إن ليلى الأخيلية لما سلمت على قبر توبة بن الحمير خرج إليها هامة من القبر صائحة ، أفزعت ناقتها ، فوقصت بها فماتت ، وكان ذلك تصديق قوله :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت . . . علي ودوني جندل وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا . . . إليها صدى من جانب القبر صائح
وكان توبة وليلى في أيام بني أمية .
وكانوا في عبادة الأصنام مختلفين ، فمنهم من يجعلها مشاركة للبارئ تعالى ، ويطلق عليها لفظة الشريك ، ومن ذلك قولهم في التلبية : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك . ومنهم من لا يطلق عليها لفظ الشريك ، ويجعلها وسائل وذرائع إلى الخالق سبحانه ، وهم الذين قالوا : ' ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ' .
وكان في العرب مشبهة ومجسمة ، منهم أمية بن أبي الصلت ، وهو القائل :
من فوق عرش جالس قد حط رج . . . ليه إلى كرسيه المنصوب
وكان جمهورهم عبدة الأصنام ، فكان ود لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل ، ونسر لحمير ، ويغوث لهمدان ، واللات لثقيف بالطائف ، والعزى لكنانة وقريش وبعض بني سليم ، ومناة لغسان والأوس والخزرج ، وكان هبل لقريش خاصة على ظهر الكعبة ، وأساف ونائلة على الصفا والمروة . وكان في العرب من يميل إلى اليهودية ، منهم جماعة من التبابعة وملوك اليمن ، ومنهم نصارى كبني تغلب والعباديين رهط عدي بن زيد ، ونصارى نجران ، ومنهم من كان يميل إلى الصابئة ويقول بالنجوم والأنواء .
فأما الذين ليسوا بمعطلة من العرب فالقليل منهم ، وهم المتألهون أصحاب الورع والتحرج عن القبائح ، كعبد الله وعبد المطلب وابنه أبي طالب ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وقس بن ساعدة الإيادي ، وعامر بن الظرب العدواني ، وجماعة غير هؤلاء .
وغرضنا من هذا الفصل بيان قوله عليه السلام : بين مشبه لله بخلقه أو ملحد في اسمه ، إلى غير ذلك ، وقد ظهر بما شرحناه .
ثم ذكر عليه السلام أن محمدا صلى الله عليه وسلم خلف في الأمة بعده كتاب الله تعالى طريقا واضحا ، وعلما قائما ، والعلم المنار يهتدى به ، ثم قسم ما بينه عليه السلام في الكتاب أقساما : فمنها : حلاله وحرامه ؛ فالحلال كالنكاح ، والحرام كالزنا .
Página 78