Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
ولست بضارع إلا إليكم . . . وأما غيركم حاشا وكلا
وقال مرة أخرى : لما قال له موسى : أرني ، فقال : لن قال : هذا شغلك ، تصطفي آدم ثم تسود وجهه ، و تخرجه من الجنة ، وتدعوني إلى الطور ، ثم تشمت بي الأعداء ! هذا عملك بالأحباب ، فكيف تصنع بالأعداء ! وقال مرة أخرى : وقد ذكر إبليس على المنبر : لم يدر ذلك المسكين أن أظافير القضاء إذا حكت أدمت ، وأن قسي القدر ، إذا رمت أصمت . ثم قال : لسان حال آدم ينشد في قصته وقصة إبليس :
وكنت وليلى في صعود من الهوى . . . فلما توفينا ثبت وزلت
وقال مرة أخرى : التقى موسى وإبليس عند عقبة الطور ، فقال موسى : يا إبليس ، لم لم تسجد لآدم ؟ فقال : كلا ، ما كنت لأسجد لبشر ، كيف أوحده ثم ألتفت إلى غيره ! ولكنك أنت يا موسى سألت رؤيته ثم نظرت إلى الجبل ، فأنا أصدق منك في التوحيد .
وكان هذا النمط في كلامه ينفق على أهل بغداد ، وصار له بينهم صيت مشهور واسم كبير . وحكى عنه أبو الفرج بن الجوزي في التاريخ ، أنه قال على المنبر : معاشر الناس ، إني كنت دائما أدعوكم إلى الله ، وأنا اليوم أحذركم منه ، والله ما شدت الزنانير إلا في حبه ، ولا أديت الجزية إلا في عشقه .
وقال أيضا : إن رجلا يهوديا أدخل عليه ليسلم على يده ، فقال له : لا تسلم ، فقال له الناس : كيف تمنعه من الإسلام ! فقال : احملوه إلى أبي حامد - يعني أخاه - ليعلمه لا : إلى المنافقين . ثم قال : ويحكم أتظنون أن قوله : لا إله إلا الله ، منشور ولايته ! ذا منشور عزله . وهذا نوع تعرفه الصوفية بالغلو والشطح .
ويروى عن أبي يزيد البسطامي منه كثير . ومما يتعلق بما نحن فيه ما رووه عنه من قوله :
فمن آدم في البين . . . ومن إبليس لولاكا !
فتنت الكل والكل . . . مع الفتنة يهواكا ويقال : أول من قاس إبليس ، فأخطأ في القياس وهلك بخطئه . ويقال : إن أول حمية وعصبية ظهرت عصبية إبليس وحميته .
تضارب الآراء في خلق الجنة والنار
فإن قيل - فما قول شيوخكم في الجنة والنار ؟ فإن المشهور عنهم أنهما لم يخلقا وسيخلقان عند قيام الأجسام ، وقد دل القرآن العزيز ، ونطق كلام أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الفصل بأن آدم كان في الجنة وأخرج منها .
Página 71