Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
واختلفوا في كيفية هلاكه ، مع اتفاقهم على أنه هلك قتلا ، فالأكثرون قالوا : إنه قتل ابنا لأهرمن يسمى خزورة ، فاستغاث أهرمن منه إلى يزدان ، فلم يجد بدا من أن يقاصه به حفظا للعهود التي بينه وبين أهرمن . فقتله بابن أهرمن . وقال قوم : بل قتله أهرمن في صراع كان بينهما ، قهره فيه أهرمن ، وعلاه وأكله . وذكروا في كيفية ذلك الصراع أن كيومرث كان هو القاهر لأهرمن في بادئ الحال ، وأنه ركبه وجعل يطوف به في العالم إلى أن سأله أهرمن : أي الأشياء أخوف له وأهولها عنده ؟ قال له : باب جهنم ، فلما بلغ به أهرمن إليها جمح به حتى سقط من فوقه ، ولم يستمسك ، فعلاه وسأله عن أي الجهات يبتدئ به في الأكل ، فقال : من جهة الرجل لأكون ناظرا إلى حسن العالم مدة ما ، فابتدأه اهرمن فأكله من عند رأسه ، فبلغ إلى موضع الخصي وأوعية المني من الصلب ، فقطر من كيومرث قطرتا نطفة على الأرض ، فنبت منهما ريباستان في جبل بإصطخر يعرف بجبل دام داذ ؛ ثم ظهرت على تينك الريباستين الأعضاء البشرية في أول الشهر التاسع ، وتمت في آخره ، فتصور منهما بشران : ذكر وأنثى ، وهما ميشى ، وميشانه ، وهما بمنزلة آدم وحواء على المليين . ويقال لهما أيضا : ملهى وملهيانه ، ويسميهما مجوس خوارزم : مرد ومردانه ، وزعموا أنهما مكثا خمسين سنة مستغنيين عن الطعام والشراب ، متنعمين غير متأذيين بشيء إلى أن ظهر لهما أهرمن في صورة شيخ كبير ، فحملهما على التناول من فواكه الأشجار وأكل منها ، وهما يبصرانه شيخا فعاد شابا ، فأكلا منها حينئذ ، فوقعا في البلايا والشرور ، وظهر فهما الحرص حتى تزاوجا ، وولد لهما ولد فأكلاه حرصا ، ثم ألقى الله تعالى في قلوبهما رأفة ، فولد لهما بعد ذلك ستة أبطن ؛ كل بطن ذكر وأنثى ، وأسماؤهم في كتاب أبستا - وهو الكتاب الذي جاء به زرادشت - معروفة ، ثم كان في البطن السابع سيامك ، وفرواك ، فتزاوجا ، فولد لهما الملك المشهورالذي لم يعرف قبله ملك وهو أوشهنج ، وهو الذي خلف جده كيومرث ، وعقد له التاج ، وجلس على السرير ، وبنى مدينتي بابل والسوس .
فهذا ما يذكره المجوس في مبدأ الخلق .
الزنادقة من عصبة إبليس
وكان من المسلمين - ممن بالزندقة - من يذهب إلى تصويب إبليس في الامتناع من السجود ، ويفضله على آدم ، وهو بشار بن برد المرعث ، ومن الشعر المنسوب إليه :
النار مشرقة والأرض مظلمة . . . والنار معبودة مذ كانت النار
وكان أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي الواعظ ، أخو أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الفقيه الشافعي ، قاصا لطيفا وواعظا مفوها ، وهو من خراسان من مدينة طوس ، وقدم إلى بغداد ، ووعظ بها ، وسلك في وعظه مسلكا منكرا ، لأنه كان يتعصب لإبليس ، ويقول : إنه سيد الموحدين ، وقال يوما على المنبر : من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق ، أمر أن يسجد لغير سيده فأبى :
Página 70