322

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

قال نصر : مال الأحنف إلى علي عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني خيرتك يوم الجمل أن آتيك فيمن أطاعني ، أو أكف عنك بني سعد ، فقلت : كف قومك ، فكفى بكفك نصيرا . فأقمت بأمرك ، وإن عبد الله بن قيس رجل قد حلبت أشطره ، فوجدته قريب القعر ، كليل المدية ، وهو رجل يمان وقومه مع معاوية ، وقد رميت بحجر الأرض ، وبمن حارب الله ورسوله ، وإن صاحب القوم من ينأى حتى يكون مع النجم ، ويدنو حتى يكون في أكفهم ، فابعثني ، فوالله لا يحال عنك عقدة إلا عقدت لك أشد منها ، فإن قلت : إني لست من أصحاب رسول الله ، ابعث رجلا من أصحاب رسول الله ، وابعثني معه .

فقال علي عليه السلام : إن القوم أتوني بعبد الله بن قيس مبرنسا ، فقالوا : ابعث هذا ، رضينا به والله بالغ أمره . قال نصر : وروي أن ابن الكواء ، قام إلى علي عليه السلام ، فقال : هذا عبد الله بن قيس وافد أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب مقاسم أبي بكر وعامل عمر ، وقد رضي به القوم ، وعرضنا عليهم ابن عباس ، فزعموا أنه قريب القرابة منك ، ظنون في أمرك .

فبلغ ذلك أهل الشام ، فبعث أيمن بن خزيم الأسدي ، وكان معتزلا لمعاوية بهذه الأبيات ، وكان هواه أن يكون الأمر لأهل العراق :

لو كان للقوم رأي يعصمون به . . . من الضلال رموكم بابن عباس

لله در أبيه أيما رجل . . . ما مثله لفصال الخطب في الناس

لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن . . . لا يهتدي ضرب أخماس لأسداس

إن يخل عمرو به يقذفه في لجج . . . يهوي به النجم تيسا بين أتياس

أبلغ لديك عليا غير عاتبه . . . قول امرئ لا يرى بالحق من باس

ما الأشعري بمأمون أبا حسن . . . فاعلم هديت وليس العجز كالراس

فاصدم بصاحبك الأدنى زعيمهم . . . إن ابن عمك عباس هو الآسي

فلما بلغ الناس هذا الشعر ، طارت أهواء قوم من أولياء علي عليه السلام وشيعته إلى ابن عباس ، وأبت القراء إلا أبا موسى .

قال نصر : وكان أيمن بن خزيم رجلا عابدا مجتهدا ، وقد كان معاوية جعل له فلسطين ، على أن يتابعه ويشايعه على قتال علي عليه السلام ، فقال أيمن ، وبعث إليه :

ولست مقاتلا رجلا يصلي . . . على سلطان آخر من قريش

له سلطانه وعلي إثمي . . . معاذ الله من سفه وطيش

أأقتل مسلما في غير جرم . . . فليس بنافعي ما عشت عيشي !

Página 136