323

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

قال نصر : فلما رضي أهل الشام بعمرو ، وأهل العراق بأبي موسى ، أخذوا في سطر كتاب الموادعة ، وكانت صورته : هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان . فقال معاوية : بئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته ! وقال عمرو : بل نكتب اسمه واسم أبيه ؟ إنما هو أميركم ، فأما أميرنا فلا ، فلما أعيد إليه الكتاب أمر بمحوه ، فقال الأحنف : لا تمح اسم أمير المؤمنين عنك ؛ فإني أتخوف إن محوتها ألا ترجع إليك أبدا ، فلا تمحها . فقال علي عليه السلام : إن هذا اليوم كيوم الحديبية حين كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ، فقال سهيل : لو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولم أخالفك ، إني إذا لظالم لك إن منعتك أن تطوف ببيت الله الحرام وأنت رسوله ، ولكن اكتب : من محمد بن عبد الله ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' يا علي ، إني لرسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله ، ولن يمحو عني الرسالة كتابي لهم من محمد بن عبد الله ، فاكتبها وامح ما أراد محوه ، أما إن لك مثلها ستعطيها وأنت مضطهد ' .

قال نصر : وقد روي أن عمرو بن العاص عاد بالكتاب إلى علي عليه السلام ، فطلب منه أن يمحو اسمه من إمرة المؤمنين فقص عليه وعلى من حضر قصة صلح الحديبية ، قال : إن ذلك الكتاب أنا كتبته بيننا وبين المشركين ، واليوم أكتبه إلى أبنائهم ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه إلى آبائهم شبها ومثلا ، فقال عمرو : سبحان الله ! أتشبهنا بالكفار ، ونحن مسلمون ! فقال علي عليه السلام : يابن النابغة ، ومتى لم تكن للكافرين وليا وللمسلمين عدوا ! فقام عمرو وقال : والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد اليوم ، فقال علي : أما والله لأرجو أن يظهر الله عليك وعلى أصحابك .

وجاءت عصبة وقد وضعت سيوفها على عواتقها ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، مرنا بما شئت ، فقال لهم سهل بن حنيف : أيها الناس ، اتهموا رأيكم ، فلقد شهدنا صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، ولو نرى قتالا لقاتلنا .

Página 137