321

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

قال نصر : وحدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : لما أراد الناس علينا أن يضع الحكمين ، قال لهم : إن معاوية لم يكن ليضع لهذا الأمر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص ، وإنه لا يصلح للقرشي إلا مثله ، فعليكم بعبد الله بن العباس فارموه به ، فإن عمرا لا يعقد عقدة إلا حلها عبد الله ، ولا يحل عقدة إلا عقدها ، ولا يبرم أمرا إلا نقضه ، ولا ينقض أمرا إلا أبرمه . فقال الأشعث : لا والله ، لا يحكم فينا مضريان حتى تقوم الساعة ، ولكن اجعل رجلا من أهل اليمن إذ جعلوا رجلا من مضر ، فقال علي عليه السلام : إني أخاف أن يخدع يمنيكم ، فإن عمرا ليس من الله في شيء إذا كان له في أمر هوى . فقال الأشعث : والله لأن يحكما ببعض ما نكره ، وأحدهما من أهل اليمن ، أحب إلينا من أن يكون بعض ما نحب في حكمهما وهما مضريان ، قال : وذكر الشعبي مثل ذلك .

قال نصر : فقال علي عليه السلام : قد أبيتم إلا أبا موسى ! قالوا : نعم ، قال : فاصنعوا ما شئتم ، فبعثوا إلى أبي موسى - وهو بأرض الشام يقال لها عرض قد اعتزل القتال - فأتاه مولى له ، فقال : إن الناس قد اصطلحوا ، فقال : الحمد لله رب العالمين ، قال : وقد جعلوك حكما ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ! فجاء أبو موسى حتى دخل عسكر علي عليه السلام ، وجاء الأشتر عليا ، فقال : يا أمير المؤمنين ألزني بعمرو بن العاص ، فوالذي لا إله غيره ، لئن ملأت عيني منه لأقتلنه .

وجاء الأحنف بن قيس عليا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنك قد رميت بحجر الأرض ؛ ومن حارب الله ورسوله أنف الإسلام ، وإني قد عجمت هذا الرجل - يعني أبا موسى - وحلبت أشطره ، فوجدته كليل الشفرة قريب القعر ، وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يكون في أكفهم ، ويتباعد منهم حتى يكون بمنزلة النجم منهم ، فإن شئت أن تجعلني حكما فاجعلني ، وإن شئت أن تجعلني ثانيا أو ثالثا ، فإن عمرا لا يعقد عقدة إلا حللتها ، ولا يحل عقدة إلا عقدت لك أشد منها .

فعرض علي عليه السلام ذلك على الناس فأبوه ، وقالوا : لا يكون إلا أبا موسى .

Página 135