El Poeta del Amor Omar Ibn Abi Rabia

Abbas Mahmud al-Aqqad d. 1383 AH
19

El Poeta del Amor Omar Ibn Abi Rabia

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

Géneros

وقربن أسباب الهوى لمتيم

يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا

فهن جميعا مزهوات بجمالهن، حريصات على أن يشهدن أثره ويسمعن حديثه، مشغولات بجده ولهوه، في عزة تتفاوت بين الصلف وبين تقريب أسباب الهوى لمن يحسن الاقتراب ويتجنب الارتياب.

فمن الطبيعي أن ينشأ الغزل في هذه البيئة التي تغري فيها المرأة بالغزل وتصغي إليه.

ومن الطبيعي أن ينشأ الشعراء الغزلون الذين يوافقون هذه البيئة من طرفيها، بين جد وشغف، وبين لهو وتزجية فراغ.

وقد التفت إلى حديث المرأة كثير من الشعراء في ذاك العصر وفي تلك البيئة غير عمر بن أبي ربيعة، وعلى غير طريقته ومنحاه، فكانوا على الجملة مدرستين مختلفتين في النزعة والسليقة وجوهر العاطفة، وإن تشابهتا في ظاهر المعنى وظاهر الحنين والشكوى.

إحدى هاتين المدرستين هي مدرسة الشعراء الذين اشتهروا بحب امرأة واحدة كما اشتهر قيس بليلى، وعروة بعفراء، وجميل ببثينة، وكثير بعزة، وتوبة بليلى.

والمدرسة الأخرى هي مدرسة الشعراء الذين تغزلوا بأكثر من امرأة واحدة أو اشتهروا بحب النساء عامة، كعمر والأحوص والعرجي وقيس الرقيات.

والفرق - كما أسلفنا - بعيد بين العاطفة التي توحي شعر المدرسة الأولى والعاطفة التي توحي شعر المدرسة الأخرى؛ لأن علاقة رجل بامرأة واحدة يبقى على حبها زمنا طويلا أو يبقى على حبها مدى الحياة هي حادث لا يتكرر كل يوم ولا بد فيه من عامل الشخصية التي تفرز المرأة من سائر النساء، ويصح أن يقال إن هذه العلاقة «إصابة حب» كسائر الإصابات التي يتعرض لها الإنسان، فتطول أو لا تطول، وتصيبه وهو مستعد لها، أو تصيبه على غير استعداد. فإنما المهم في تمييزها أنها إصابة عارضة وحادث من عوارض الأحداث.

أما حب الغزل بالنساء عامة فهو مزاج يلازم صاحبه ملازمة الأمزجة للطبائع، ولو لم يتصل بنساء معروفات، فهو مخلوق على هذا المزاج كما يخلق الإنسان بلون من الألوان أو صفة من الصفات.

Página desconocida