وأخرج عبد الرزاق بسند حسن عن أبي رافع الصائغ واسمه نفيع، قال: ((صليت خلف عمر رضي الله عنه الصبح فقنت بعد الركعة فسمعته يقول: اللهم إنا نستعينك))، فذكره بطوله وفيه: ((اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب، وأنزل عليهم رجسك وعذابك، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك))، إلى آخره. انتهى.
وقال في الروضة: ولفظ القنوت هو ما تقدم في قنوت الصبح يعني: اللهم اهدنا فيمن هديت .. .. إلخ، واستحب الأصحاب أن يضم إليه قنوت عمر: ((اللهم [إنا] نستعينك)) إلى قوله: ((ملحق، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الخلق واجعلنا منهم)).
قال: وهل الأفضل أن يقدم قنوت عمر على قنوت الصبح أو يؤخره؟ وجهان:
قال الروياني: يقدمه عليه، وعليه العمل. ونقل القاضي أبو الطيب عن شيوخهم تأخيره؛ لأن قنوت الصبح ثابت في الوتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وينبغي أن يقول: ((اللهم عذب الكفرة)) للحاجة إلى التعميم في زماننا، والله أعلم.
قال الروياني: قال ابن القاص: يزيد في القنوت: ((ربنا لا تؤاخذنا)) إلى آخر السورة، واستحسنه. انتهى.
Página 90