============================================================
هو حقيقية لاهوته سبحانه الذي هو يحكم به، لا من قبل من يأمره وينهاه، ومثله في الصورة لا في الحقيقة32، لأن حقيقيته لا تدرك بوهم، ولا يحيط بعلمه فهم، لكن نضرب لكم مثلا33 على مقدار طاقتنا وتمكن استطاعتنا، ليقفوا المستجيبون على بعض قدرة مولانا جل ذكره. فمثله كمثل شخص ناطق جسماني، وله روح لطيف، متعلق بذلك الجسد الكثيف، وله عقل يدبر الأشياء بذلك العقل، وهو يعلم اين منتهى عقله، والناس لا يعلمون بعقله ولا بموضعه ولا حقيقيته، ولا يدركون من عقله إلا بمقدار ما يظهره من عقله. والعقل هو الروح الطيف، لكن اظهاره من الجسد الكثيف، ولا يقدر أحد يقول ان العقل يظهر بلا جسم لأن الروح لا تدرك إلا بالجسم ؛ كذلك مولانا جل ذكره بظاهر ناسوته عرفنا بلاهوته، ومن حيث نحن ومن صورنا خاطبنا وإلا فما عرفناه، ولا ادركناه. فاظهر لنا صورته المرئية، ومقامه البشرية ، وسلطان لاهوته لا يدرك بالعين، ولا يعرف بالكيف والأين، عالم بسركم من قبل ان يختلج في قلوبكم، سبحانه وتعالى عما يصفون.
فعليكم معاشر الموحدين بسدق اللسان، وحفظ الإخوان، والرضى والتسليم لمولانا جل ذكره في كل عصر وزمان، وترك الاعتراض فيما يفعله مولانا جل ذكره. ولو طلب من أحدكم ان يقتل ولده لوجب عليه ذلك بلا إكراه قلب، لأن من فعل شيئأ وهو غير راض به لم يثب عليه، ومن رضي بأفعاله وسلم الأمر إليه ولم يراى إمام زمانه ، كان من الوحتدين الذين لا خوف عليهم من الظاهر، ولا هم يحزنون بشرك الباطن. فالحذر الحذر من الأقاويل الشركية، والأفعال الكفرية، ولا تركنوا
Página 518