============================================================
تكونوا من الكاذبين، ولا تكونوا ممن قالوا : سمعنا واطعنا، و شربوا لافي قلوبهم العجل بكفرهم" [93/2] ، والعجل فهو ضد ولي الزمان الذي هو القائم بجميع الحدود، وهو عبد مولانا جل ذكره؛ وسمى الضد جلا لأنه ناقص العقل عجولا في أمره، له خوار، وهو يتشبه بقائم الزمان، بلا حقيقية ولا برهان. فإياكم ان تظنوا بان الضدية لمولان سبحانه لأنه بلا شبه ولا ند ولا نظير، والضد لا يكون إلا للشكل والمثل، ومولانا سبحانه معل علة العلل ، جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه؛ ليس له شبه في الجسمانيين، ولا ضد في الجرمانيين، ولا كفو في الروحانيين، ولا نظير في النفسانيين، ولا مقام له في النورانيين، ولا ناطق التكليف يبني له ، ولا أساس عنيف يعضده وينتمي له ، لكنه سبحانه اظهر لكم بعض قدرته، واسبغ عليكم نعمته، بغير استحقاق ستحقونه عنده، ولا واجب لكم عليه ، بل انعم عليكم بلطفه، وقربكم منه برحمته، وباشركم في الصورة البشرية، والمشافهة لكم بالوعية علكم تدركون11 بعض ناسوته الإنسية، على قدر حسب طاقتكم بمعرفة لقام، وتنظرون إليه بنوره التمام ، فما ادركتموه ولا عرفتموه. ومن لم دركوا ناسوته الذي اظهره لكم من حيث أنتم ، ولم تقفوا على كنه اعاله البشرية، فكيف تدركون لاهوته الكلية، أو تحوطون بقدرته12 ، آو توحدونه بحقيقية إحدانيته، سبحانه وتعالى عن آقاويل المشركين، وتحديد الحدين علوا كبيرا؟
وقد سمعتم في الأخبار الظاهرة عن جعفر ابن محمد بأته قال: الإيمان قول باللسان، وتسديق بالجنان، والعمل بالأركان؛ وأنتم قد
Página 512