============================================================
من لم يبلغ حد الكمال في علم الحقيقية؛ وكلهم أشخاص معروفون موجودون في عصرنا هذا مستخدمون تحت ملك مولانا، مقرون بربوبيته، عابدون لقدرته طوعا وكرها، كما قال : "و لله يسجد من في السموات والأاوض طوعا وكرها" [15/13]، والسموات والأرض هاهنا النطقاء والأسس ؛ اراد بأن جميع شيعتهم يقرون بمولانا جل ذكره، فمنهم طائع مؤمن موافق، ومنهم كافر مشرك منافق. لمن الملك والحكمة اليوم وفي كل يوم؟ فيقال لمولانا الحاكم جل ذكره، وعز اسمه، ولا معبود سواه، فمن قبل من هادي العالم، وعبد مولانا العلي الحاكم، كان من الفائزين الذين فازوا بالتوحيد، وتخلصوا من التلحيد، الذين لا خوف عليهم من الظاهر، ولا هم10 يحزنون بشرك الباطن، وعلموا11 أسرار ما كان في أدوار وما هو كائن. ومن تردى بالكبرياء، وكان له نفس الأشقياء وغعلب عليه جهل البهيمية والخنى، وقال : "إنا وجدنا آبائنا على" مل وإنا على آثارهم مقتدون" [23/43] ؛ لم يحصل لهم إلا العدم الفقود، ولم يقروا بالوجود، ولا لهم معرفة بالأحد المعبود، مذبذبون بين أنام، ليس لهم في السماء إله معبود، ولا في الأرض إمام موجود.
عبدوا الأوثان والأصنام، فاستحقوا العذاب المدام، من المولى البار العلام، سبحانه وتعالى عما يصفون.
معاشر الموحدين لمولانا جل ذكره، قد حان ظهور الحقائق، وهتك اشرك والبوائق، ونسخ الشرائع والطرائق، فاستعدوا لقتل علوج الضلال، وقود الزنج في الأغلال، وسبي النساء والأطفال، وذبح رجالهم بالكمال، بسيف مولانا العلي المتعالي، ذي12 الأفضال والأجلال
Página 503