============================================================
السر والحدثان. ويعلم كل واحد منكم بأن مولانا جل ذكره يراكم من حيث لا ترونه، فالحذر الحذر ان تخالف قلوبكم ما تنطق به السنتكم اخوانكم، فإنه8 نفس الشرك، وان الشرك لظلم عظيم. ومولانا جل ذكره يجازيكم في جميع أموركم، فاعملوا بالخير وامروا بالمعروف، و مولانا "لا يضيع أجر المحسنين" [120/9]. واعلموا ان جميع الأسماء التي في القرآن تقع على السابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق والأساس والإمام والحجة والداعي، فتلك عشرة كاملة، كلهم كانوا يشيرون إلى علي ابن أبي طالب، وهو علي ابن عبد مناف، وهو أساس الناطق، فاشاروا إليه بالمعنوية؛ وعلي ابن آبي طالب اشار إلى غايته ونهايته المهدي بالله، وهو سعيد ابن آحمد؛ والمهدي نطق بلسانه، واقر في عصره وزمانه، انه عبد مملوك لمولانا القائم العالم الحاكم علينا سلامه ورحمته، وانه كان آلة للدعوة الحقيقية ووعاء لها. وكان فيه شيء مستودع، فاخذه منه المولى الأعظم، المتجلي لخلقه كخلقه من حيث خلقه، كيما يدركون العالم بعض قدرة مقامه، ويسمعون من ناسوت الصورة كلامه. وأما لاهوت مولانا جل ذكره وحقيقية كنهه، فهو معل علة العلل، القديم الأزل، لا يدرك بوهم ولا يعرف بفهم، ولا يدخل ي الخواطر والأوهام، ولا في النثر والنظام، سبحانه وتعالى عما يصفون.
واعلموا ان جميع الحدود التي رتبوها الشيوخ المتقدمون في كتبهم وقالوا بانهم روحانيون وجسمانيون، ارادوا بهم آهل الظاهر والباطن: وقالوا علوية وسفلية، ارادوا بالعلوية من علا بعلمه على غيره، والسفلية
Página 502