============================================================
كان عليه قديما من دين آبائه وأجداده قتل وسمي كافرا؛ ومن ترك الشريعة التي بيده، ولم يلتفت إليها وقع عليه اسم الإسلام، وكان في سلمه غير ملام، وضمن لهم محمد الجنة على الدوام. فبان للعاقل الشافي والمخلص الكافي، ان الإشارة والمراد هاهنا في عبادة الوجود، لا لعدم المفقود، والإنسان ابن يومه وساعته، وفي الوجود راحته، وله عبادته، وبه حياته، وإليه إشارته. ومولانا الحاكم البار العلام قد نسخ شريعة محمد بالكمال، ظاهرا للمؤمنين ذوي الأفضال، وباطنا لموحدين أولي الألباب. وأما من نوره في قلبه زاهر، وفي معاني أموره لخلق قاهر، وغير منافق بالكفر شاهر، لا يلتفت إلى اشتغال4 الناموس وعلوه، وزخرف القول وسموه، ويعلم انه استدراج للكافرين وتمييز لمؤمنين الموحدين، كما قال : "ليميز الله الخبيث من الطيب" [37/8]، .
وإن كان لا يخفى عن مولانا جل ذكره الخبيث من الطيب، يعني لمشرك من الموحد، لكنه اراد ان يبين للموحدين من يرجع منهم على عقبيه، ومولانا جل ذكره عالم بما في الصدور وما هو كائن.
والدليل على ذلك زوال الشريعة على الاختصار في شيء واحد، إذا لم تحتمل هذه الرسالة طول الشرح. وقد بينت لكم في الكتاب المعروف بالنقض الخفي نسخ السبع دعائمه ظاهرها وباطنها، وذلك بقوة مولانا جل ذكره وتأييده، ولا حول ولا قوة إلا به ، وكيف، وفي رفع الزكاة واسقاطها مقنع للسائلين عن غيرها، وهي مقرونة بالصلاة. وقد غزا عبد اللات ابن عثمان المكنى بأبي بكر إلى بني حنيف، ومعه جميع المهاجرين والانصار، فقتل رجال بني حنيف ونهب أموالهم وسبى
Página 500