============================================================
سجل على رؤوس الأشهاد: "لأ تسجدوأ للشمس ولا للقمر"، وهما اناطق والأساس، "واسجدوأ لله الذي خلقهن" ، يعني الحجة العظمى الذي هو المشيئة، "إن كنتم إياه تعبدون" [37/41]، يعني الإمام الأعظم، والعبادة هي الطاعة. فبان لنا بانه جل ذكره نقض باطن الاية التي في علي ابن آبي طالب وظاهرها، والإمام هو عبد مولانا ج لت قدرته بقوله: "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" [12/36]، والذي احصى الأشياء في الإمام هو مولانا جل ذكره.
وأما الرتب الظاهرة والباطنة التي كانت للناطق والأساس فقد جعلها مولانا جل ذكره لعبيده ومماليكه، مثل ذي الرياستين، وذي الكفالتين، و ذي الجلالتين، وذي الفضيلتين، وذي الحدين، وأمثال هذا كله إشار معرفته وتوحيده جل ذكره. اراد ان يبين للعاقل الفاضل بان جمي لراتب التي كانت للناطق والأساس قد اعطاها لعبيده وانه منزه عن أسماء والصفات، وكلما يقال فيه من الأسماء مثل الإمام، وصاحب ازمان، وأمير المؤمنين، ومولانا، كلها لعبيده، وهو أعلا وأجل مما يقاس ويحد ويوصف، لكن بالمجاز لا بالحقيقة، ضرورة لا إثباتا نقول أمير الؤمنين جل ذكره، من حيث جرت الرسوم والتراتيب على ألسن،.
الخاص والعام، ولو قلنا غير هذا لم يعرفوا لمن المعنى والمراد، وتعمى قلوبهم عنه، وهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو العلي العظيم: فعليكم معاشر المستجيبين الموحدين لمولانا جل ذكره بمعرفة مولانا وحده لا شريك له، علينا سلامه ورحمته، تم معرفة حدوده وطلب وجوده له سبحانه لا للعدم المفقود الذي معرفته لا تنفع، والامتساك به لا يشفع. لكن العالم قده" استمروا على الشرك والضلالة، والعجب
Página 497