============================================================
الغاية هي الطريق الوسطى تغنيكم عنهما. فبان لنا بان مولانا جل ذكره بطل باطن الزكاة الذي في علي ابن أبي طالب، كما بطل ظاهرها، وان الزكاة غيرما اشاروا إليه في المجلس جميعا، وانه في الحقيقة توحيد م ولانا جل ذكره وتزكية قلوبكم وتطهيرها من الحالتين جميعا، وترك ما كنتم عليه قديما. وذلك قوله : "ولن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون" (92/3]، والبر فهو توحيد مولانا جل ذكره، ونفقة ما تحبون الظاهر والباطن، ومعنى نفقة الشيء تركه، لأن النفقة لا ترجع إلى صاحبها ابدا؛ وقالوا أهل الظاهر الحشوية بان النفقة ما كان من الدنانير والدراهم، وهما جميعا دليلان على ما قلنا الناطق والأساس. فمن لم ايترك عدم الناطق وإزدواج الأساس لم يبلغ إلى توحيد مولانا جل ذكره، الحاكم بذاته، المنفرد عن مبدعاته، جل ذكره.
الصوم عند آمل الظاهر وكافة المسلمين يعتقدون بان الناطق قال لم : صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، ويرون في اعتقاداتهم ان من افطر يوما واحدا من شهر رمضان، وهو يعتقد انه قد اخطأ وجب عليه صوم شهرين وعشرة أيام، كفارة لذلك اليوم، وإن اعتقد ان إفطاره ذلك اليوم حلالا له، فقد هدم الصوم بكماله. ومولانا جل ذكره هدم الصوم بكماله مدة سنين بكثرة، بتكذيب هذا الخبر: صوموا لرؤيته، وافطروا رويته ، وامرنا بالإفطار في ذلك اليوم الذي يعتقدون المسلمون كلهم بان ه خاتم الصوم، ولا يقبل منهم الشهر إلا بصيامه، ولا يكون في نقض الصوم أعظم من هذا ولا أبين منه لمن نظر وتفكر و تدبر وباطن الصوم فقد قالوا فيه الشيوخ بان الصوم هو الصمت، بقوله لريم وهي حجة صاحب زمانه : "كلي واشربي وقرى عينأ" ، يعني الأكل علم الظاهر، والشرب علم الباطن، وقرى عينا لمزيده، فما "ترين آحدا
Página 492