============================================================
ثم اقام بعد الشهادتين به وبأساسه الصلاة في خمسة آوقات. وقد ر وي كثير من المسلمين عن الناطق بأنه قال: من ترك صلاته ثلاث م تعمدا فقد كفر؛ وقال: من ترك الصلاة ثلاث متعمدا فليمت على أي دين شاء. وقد رأينا كثيرا من المسلمين يتركون الصلاة، ومنهم من لم يصل قط، ولم يقع عليه اسم الكفر، فعلمنا انه يخالف12 ما جاء في الخبر. وقد اجتمعوا كافة المسلمين، بأن المصلى بالناس صلاته صلاة االجماعة، وفعله فعلهم، وقراءته قراءتهم، حتى لو انه سها في الفرض الذي لا تجوز الصلاة إلا به ، كان عليهم الإعادة مثل ما عليه . فإذا كان رجل مصل بالناس يقوم مقام أمته وتكون صلاته مقام صلواتهم، فكيف مولانا سبحانه الذي لا يدخل في عدد التشبيه وله سنين بكثرة ما صلى بناس، ولا صلى على جنازة، ولا نحر في العيد الذي هو مقرون بالصلاة، بقوله : "فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر" [2/108- 3]، فصار فرضا لازمأ؟ فلما تركه مولانا جل ذكره، علمنا بأنه قد نقض الحالتين جميعا الصلاة والنخر، وانه يهلك عدوه بغير هذين الخصلتين، وان لعبيده رخصة في تركهما، إذ كان إليه المنتهى، ومنه الابتداء في جميع الأمور. فبان لنا نقضه، وقد بطل صلاة العيد وصلاة يوم الجمعة بالجامع الأزهر، وهو أول جامع بنى بالقاهرة، وكذلك أول ما بطل هو فهذا ظاهر الصلاة ونقضها.
وأما الباطن فقد سمعتم في المجالس، بأن الصلاة هي العهد الالوف، وسمى صلاة لأنه صلة بين المستجيبين وبين الإمام، يعني علي ابن أبي طالب، واستدلوا بقوله : "إن الصلاة تنهى عن الفحشا والمنكره [45/29]. فمن اتصل بعهد علي ابن آبي طالب انتهى عن
Página 489