============================================================
والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" [2/ 155]. قد10 اصاب عسكر مولانا جل ذكره هذا كله؛ ثم انه جل ذكره خرج إلى إبليس وجنوده بشخصه المرئية، وناسوته البشرية، واظهر العارفين بعض قدرة لاهوته، وأولياء مولانا حينئذ في ظاهر الأمر قليلون ضعفا، مما اصابهم من البلاء، وإبليس في مائة آلف بيت من جنوده، في كل بيت رجال بكثرة، فلم يكن غير ساعة واحدة إلا وهم كأعجاز نحل خاوية. وابو يزيد لعنه المولى هو إبليس، وإبليس اقام روحه مقام بارئه وجادله، وهو الفيل الذي جاء في المجلس بأنه مسخ لأنه تشبه بعين ازمان، وعين الزمان هو السابق، وكذلك إبليس اقام روحه مقام السابق وجادله. فعرفنا انه اعنى بذلك أبا يزيد، كما قال لمحمد: "أ لم تركيف عل ربك بأصحاب الفيل"، يعني أبا يزيد، "أ لم يجعل"، يعني اقائم، "كيدشم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل"، وهم عبيد مولانا القائم جل ذكره، "ترميهم بحجارة من سجيل"، يعني. تأييد مولانا القائم جل ذكره مع حسن يقينهم، "فجعلهم كعصف مأكول 1/105-5]. فهذه معجزات لم يختلف فيها مخالف ولا مؤلفا11 من ناطق ولا أساس؟ وله معجزات ودلائل ما لم يحتمل الموضع الشرح فيه، وأنا ابين لكم ذلك في كتاب السيرة من ناسوت مولانا جل ذكره في كل عصر وزمان، إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور. فصح عند العارف المخلص بأن الإشارة والمراد في النهاية من محمد ابن عبد الله إلى المهدي، وهو الهاء تمام الله، وهو عبد مولانا القائم الحاكم بذاته، المنفرد عن مبدعاته، سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا.
Página 488