إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها
فقدت حبيبا والبلاد كما هيا
كان أبو القطران المرار بن سعيد الفقعسي يهوى ابنة عمه بنجد، واسمها وحشية فاهتداها رجل شامي إلى بلده، فغمه بعدها وساءه فراقها. فقال من قصيدة:
إذا تركت وحشية النجد لم يكن
لعينيك مما تبكيان طبيب
رأى نظرة منها فلم يملك البكا
معاوز يربو تحتهن كثيب
وكانت رياح الشام تكره مرة
فقد جعلت تلك الرياح تطيب
فحصلت من الرباح على الرياح، كما حصل لأبي القطران من وحشية ثم وثم وثم وثم أجرى ذكره أدام الله تأييده من غير سبب جره، وغير مقتض اقتضاه. فقال الشيخ بالنحو أعلم من سيبويه وباللغة والعروض من الخليل، فقلت - والمجلس يأزر بلغني أنه - أدام الله تأييده - يصغر كبيره ويتزر صغيره، فيصير تصغيره تكبيرا وتحقيره تكثيرا، وهكذا شاهدت من شاهدت من العلماء - رحمهم الله أجمعين وجعله وارث أطول أعمارهم وأمدها وأنضرها وأرغدها - وما ثم له حاجة دعت إلى هذا قد تفتح النور، وتوضح النور وأضاء الصبح لذي عينين.
Página desconocida