ويحرم معروف البخيل أقاربه
ومن لا يكف الجهل عمن يوده
فسوف يكف الجهل عمن يواثبه
ومن أين للضباب صوب السحاب، وللغراب هوى العقاب؟! وكيف وقد أصبح ذكره في مواسم الذكر آذانا، وعلى معالم الشكر لسانا، فمن دافع العيان، وكابر الإنس والجان، واستبد بالإفك والبهتان؛ كان كمن صالب بوقاحته الحجر، وحاسن بقباحته القمر، وهذى وهذر، وتعاطى فعقر. وكان كمحموم بلسم فعفر، ونادى على نفسه بالنقص في البدو والحضر. وكان كما قال من يعنيه، ولا يشك فيه:
كناطح صخرة يوما ليفلقها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وروي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وزاده شرفا لديه قال: «لعن الله ذا الوجهين، لعن الله ذا اللسانين، لعن الله كل شقار، لعن الله كل قتات.»
وردت حلب ظاهرها - حماها الله تعالى وحرسها - بعد أن منيت بربضها بالدرخمين وأم حبوكرى والفتكرين، بل رميت بآبدة الآباد والداهية الناد، فلما دخلتها بعد ولم تستقر بي الدار، وقد نكرتها لفقدان معرفة وجار وأنشدتها باكيا:
Página desconocida