التكلم على الآية. وظاهر نقل ابن تيمية لأثر ابن عباس أنه قائل بفناء النار
قال شيخ الإسلام: (وأما أثر ابن مسعود فإنه ذكر عنه البغوي أنه قال: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد) ثم قال وعن أبي هريرة مثله) (٣١)
وأقول هذان الأثران بهما متمسك ابن تيمية في جعل القول بفناء النار قولا لابن مسعود وأبي هريرة كما سيرويهما في صدر الاستدلال وهذان الأثران ذكرهما البغوي في تفسير (سورة هود) في قوله تعالى: ﴿إلا ما شاء ربك﴾ ثم قال البغوي عقب ذكرهما ما لفظه:
(ومعناه عند أهل السنة - أن ثبت - أنه لا يبقى فيها أحد من أهل الإيمان وأما مواضع الكفار فممتلئة أبدا) هذا لفظه (٣٢)
_________
(٣١) الحادي (٢ / ١٧٦) غير مصرح بأنه من قول شيخ الإسلام ولم يذكر في المخطوطة
(٣٢) تفسير البغوي (٤ / ٣٩٨ - منار) ونقله عنه في (الحادي) دون قوله (وأما مواضع ... .) . ثم إن البغوي علقهما ولم يسق إسنادهما وقد كنت وقفت على إسناد أثر أبي هريرة بواسطة ابن القيم فإنه ذكره في (الحادي) من رواية إسحاق بن راهويه بسنده عن أبي زرعة عنه قال: (ما أنا بالذي لا أقول: بأنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيه أحد وقرأ قوله: ﴿فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق. .﴾ الآية) . قال عبيد الله (ابن معاذ شيخ إسحاق): كان أصحابنا يقولن: يعني به الموحدين. وسنده صحيح فالتشكيك في ثبوته كما تقدم عن البغوي مردود إن أقره المصنف ومعناه جزما كما قال هو
وأما أثر ابن مسعود فلم أقف على إسناده نعم قد رواه ابن جرير (١٨٥٨٠): حدثت عن المسيب عن ذكره عن ابن عباس (فذكر أثرا له) قال: وقال ابن مسعود ... فذكره وهذا إسناد مظلم كما ترى
1 / 75