فقد أخرج الترمذي (٢٥) من حديث أنس أنه توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله ﷺ َ وآله وسلم يسمع: أبشر بالجنة. فقال رسول الله ﷺ َ: (وما يدريك لعله تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه) . بل ورد في الطفل الذي لا تكليف عليه نحو ذلك (٢٦)
وقد صرح ابن القيم في آخر كتابه (حادي الأرواح) في الباب السبعون فيما زعم أنه عقيدة أهل السنة وعقيدة الصحابة وأهل العلم وأصحاب الأثر بأنه لا يشهد لأحد من أهل القبلة أنه من أهل النار لذنب عمله ولا لكبيرة أتاها إلا أن يكون ذلك في حديث وأن لا يشهد لأحد أنه في الجنة بصالح عمله إلا أن يكون ذلك في حديث. انتهى (٢٧)
_________
(٢٥) في (الزهد) (٢٣١٧) من طريق الأعمش عن أنس به وقال: (حديث غريب) . قلت: يعني ضعيف وذلك لأن الأعمش لم يسمع من أنس. لكنه يتقوى فإن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا رواه أبو يعلى والبيهقي وسكت عنه المنذري ووقع في الأصل (يعنيه) مكان (ينقصه) وشاهد آخر عن كعب بن عجرة رواه ابن عساكر كما في (كنز العمال) (٣٥٢٢)
(٢٦) لعله يشير إلى حديث عائشة ﵂ قالت: دعي رسول الله ﷺ َ إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه فقال: (أو غير ذلك يا عائشة: إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم) . رواه مسلم (٨ / ٥٥)
(٢٧) الحادي (٢ / ٢٦١)
1 / 72