سبعة آلاف سنة) (٢٣)
ثم قال شيخ الإسلام مستدلا على فناء النار بما رواه على ابن أبي طلحة في (تفسيره) عن ابن عباس أنه قال: (لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا) (٢٤)
وأقول: لا يخفى على ناظر أنه لا دلالة في هذا الأثر ولا رائحة دلالة على المدعى من فناء النار بل غاية ما يفيده الإخبار عن أنه لا يجزم للمؤمن أنه من أهل الجنة ولا العاص من عصاة المؤمنين أنه من أهل النار. وهذا المعنى ثابت في الأحاديث النبوية الصحيحة
_________
(٢٣) أخرجه الحكيم من طريق يعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا: (إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق عيونهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الأدراك منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها يوما ثم يخرج وأطولهم ...) نقلته من رسالة (الكشف) للسيوطي وهذا سند ضعيف بل أخشى أن يكون (يعلى) محرفا من (المعلى) وهذا كذاب فراجع (السلسلة) (٥٢٠١)
(٢٤) قلت هذا أثر منقطع لأن علي بن أبي طلحة لم يسمع عن ابن عباس وإن كان معناه صحيحا على ما سيبينه المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ثم أن في الطريق إليه عبد الله بن صالح وفيه ضعف رواه عنه ابن جرير (١٣٨٩٢) وابن أبي حاتم أيضا كما في (تفسير ابن كثير) . والأثر في (الحادي) (٢ / ١٧٣) غير معزو لابن تيمية صراحة ولم يذكره الناقل عن ابن تيمية في مخطوطة المكتب
1 / 71