الحديث التاسع عشر
عن ابن عمر أيضًا قال: قال رسول الله ﷺ: "إن لله عبادًا استخصَّهم لنفسه لقضاء حوائج الناس وآلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر من نور يحادثون الله تعالى والناس في الحساب"، رواه الطبراني وأبو نعيم (١).
_________
= وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. انتهى.
ونقل الغماري في فتح الوهاب ٢/ ١٧٠ عن المنذري قوله: (لو قيل بتحسين سنده لكان ممكنًا، ورواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب الثواب من طريق الجهم بن عثمان ... قال أبو حاتم: مجهول، وله طرق وشواهد). انتهى منه. وأخرجه ابن أبي الدنيا (٤٩)، والطبراني في المكارم (٨٢) بسندين ضعيفين.
وللحديث شواهد يتقوى بها، منها: ما أخرجه الحافظ النرسي (٣٠) عن ابن عباس، والخطيب في الموضح ٢/ ٢٥٣ عن السيدة عائشة، والنرسي أيضًا (٤٢) عن علي موقوفًا، ورفعه الخطيب في الموضح وحسنه.
* معنى الحديث:
إضافة الحق سبحانه هؤلاء العباد إليه إضافة اختصاص؛ لأنه (خصهم بالنيابة عنه في خلقه، وجعلهم خزائن نعمه الدينية والدنيوية لينفقوا على المحتاجين، فيجب شكر هذه النعمة، ومن شكرها: بذلها للطالبين، وإغاثة الملهوفين لتحفظ أصول النعم، وتثمر الزيادة من المنعم)، فيض القدير ٢/ ٤٧٧ حديث (٢٣٥٠).
(١) رواية الطبراني في الأوسط برقم (٥١٥٨)، وأما رواية أبي نعيم فليس في الحلية إلَّا الرواية السابقة برقم (١٨).
وفي إسناده عبد الله بن زيد الحمصي ضعفه الأزدي، ولفظ حديث الطبراني كالسابق، ولم أجد لفظ هذا الحديث في معاجم الطبراني الثلاثة ولا في الحلية.
وقريب من لفظ الحديث ما أخرجه في الكبير من حديث أبي أمامة (٧٥٢٧)، ولفظه: "إن لله عبادًا يجلسهم الله يوم القيامة على منابر من نور، ويغشى =
1 / 41