الحديث العاشر
عن أُبي بن كعب ﵁ قال: مرَّ بي رسول الله ﷺ ومعي رجل فقال: "يَا أُبيُّ مَنْ هذا الرَّجُلُ مَعَك؟ "، قلت: غريم لي فأنا ألازمه، قال: "فَأحْسِنْ إليه يَا أُبيُّ"، ثم مضى رسول الله ﷺ لحاجته، ثم انصرف عليَّ وليس معي الرجل، فقال: "ما فَعَل غريمُك -أو أَخُوكَ؟ ".
قلت: وما عسى أن يفعل يا رسول الله، تركتُ ثلث مالي عليه لله، وتركت الثلث الثاني لرسول الله، وتركت الباقي لمساعدته إيايَّ على وحدانيته تعالى، فقال ﷺ: "رحِمَكَ الله يا أبيُّ -ثلاث مرات- بِهَذا أُمِرْنَا يَا أُبي. إن الله تَعَالَى جَعَلَ للمعْرُوفِ وُجُوهًا مِنْ خَلْقِهِ حَبَّبَ إليهِم المعروفَ وحَبَّبَ إليهِم فِعالَه، ويَسَّرَ على طُلَّابِ المعرُوفِ طَلَبَهُ إِليهِم، ويَسَّرَ عَلَيهِمْ إِعْطَاءَه، فَهُمْ كالغَيثِ يُرْسِلُهُ اللهُ ﷿ إِلى الأَرْضِ الجَدْبةِ فَيُحْيِيْها ويُحْيِيْ بِهِ أهْلَها. وإنَّ الله جَعَلَ لِلمعْرُوفِ أعداء مِنْ خَلْقِهِ، بغَّضَ إليهِم المعرُوفَ، وبَغَّضَ إِلَيْهِمْ فِعَاله، وحَظَرَ عَلَى طُلَّابِ المعروفِ طَلَبَهُ إِليهِم، وحَظَر عَلَيهِم إعْطَاءَه إياهُم، فَهُم كَالْغَيثِ يَحْبِسُهُ اللهُ ﷿ عَنِ الأرضِ الجلْبةِ، فيُهلِك الله ﷿ الأرضَ وأهلها"، رواه الطبراني وغيره (١).
_________
(١) ضعيف، أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (١١٨) من طريق حفص بن عمر الحبطي، قال في الميزان (٢١٣٣)، ١/ ٥٦٢: قال يحيى: ليس بشيء، وقال الأزدي: متروك) نتهى.
وأورده أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" ٢/ ٢٨١ - ٢٨٢.
1 / 34