الحديث الثالث
عن أبي سعيد ﵁، عن النبي ﷺ قال: "إنَّ الله تَعالى جَعَل للمَعْروفِ وجُوهًا مِنْ خَلْقه حَبَّبَ إلِيهِمْ المعروفَ، وحُبِّبَ إليهم فِعَالُه، وَوَجَّه طُلَّابَ المعروفِ إِليهِم، ويَسَّر عَلَيْهِمْ إعطَاءَهُ كمَا يسَّر الغَيْثَ إِلى الأَرْضِ الجَدْبةِ لِيُحْيِيَها ويُحيِيَ به أَهْلَها. وإنَّ الله تَعَالَى جَعَلَ للمعْرُوفِ أعْداءً مِنْ خَلْقِه، بغَّضَ إِليهِم المعْروف، وبغَّضَ إِليهِم فِعَالَه، وحَظَر عليهم إِعطاءَه، كمَا يَحْظُر الغَيثَ عن الأرْضِ الجَدْبةِ لِيُهْلِكَها ويُهْلِكَ بِها أهلَهَا"، رواه ابن أبي الدنيا (١).
_________
(١) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (٤)، وفيه أبو هارون العبدي عمارة بن جوين الراوي عن أبي سعيد، قال في الميزان (٦٠١٨): "تابعي ليِّن بمرة، وقال ابن حبان، كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه". انتهى ٣/ ١٧٣. ورواه الدارقطني في "المستجاد" من رواية أبي هارون عنه، والحاكم من حديث علي وصححه. انظر: فيض القدير حديث (١٧١٣).
* من فوائد الحديث:
(يستفاد منه: أن الله تعالى جعل هذه القلوب أوعية، فخيرها: أوعاها للخير والرشاد، وشرها: أوعاها للبغي والفساد. وقد جعل الله النفس مبدأ كل شيء أبداه في ذات ذي النفس، فإنه تعالى يعطي الخير بواسطة وبغير واسطة، ولا يجري الشر إلَّا بواسطة نفس ليكون في ذلك حجة لله على خلقه). اهـ. من الفيض.
زاد في نسخة "الحوائج" و"الجامع الصغير" قوله: "وما يعفو أكثر"، "أي ومع ذلك فالذي يغفره الله لهم أكثر وأعظم مما يؤاخذهم عليه، ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّة﴾ ". انتهى منه.
1 / 28