الحديث الثاني
عن علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، عن النبي ﷺ قال: "اطْلُبُوا المعْروفَ من رُحَماء أُمَّتي تَعيشُوا في أكنَافِهِم، ولا تَطْلُبُوه مِنَ القَاسِيةِ قُلُوبُهم فإِنَّ اللعنةَ تَنْزِلُ عَلَيهِم.
يا عليُّ، إنَّ الله تَعَالى خَلَقَ المعرُوفَ وخَلَقَ لهُ أهْلًا فحبَّبه إِليهِم وحَبَّب إِلَيْهِم فِعَالَه، وَوَجَّه إِلَيْهِمْ طِلاَبَه كمَا وجَّه المَاءَ في الأَرْضِ الجدبة لتَحْيَى بِه ويَحْيَى بِه أَهْلُها، إِن أَهْلَ المَعْرُوفِ في الدُّنيا هُمْ أَهْلُ المعرُوفِ في الآخرة"، رواه الحاكم في المستدرك (١).
_________
(١) الحديث عند الحاكم في المستدرك ٤: ٣٢١، وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرِّجاه". وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: "الأصبغ بن نباتة واه، وحبان ضعفوه".
وأما آخر الحديث من قوله: "إن أهل المعروف ... " إلخ، فسيأتي تخريجه في الحديث الرابع والخامس من هذا الكتاب.
* معنى الحديث:
قوله: "فإن اللعنة تنزل عليهم": "قال ابن تيمية: والمراد بهم هنا: اليهود، بقرينة تصريحهم بأن المراد هم في آية: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾، وقسوة القلب من ثمرات المعاصي، وقد وصف الله اليهود بها في غير موضع منها"، من "فيض القدير" حديث (١١١٥).
وقوله: "هم أهل المعروف في الآخرة": "يعني: من بذل المعروف للناس في الدنيا آتاه الله جزاء معروفه في الآخرة ... ". اهـ. فيض القدير.
1 / 27