Qacida Jamica Fi Tawhid

Ibn Taimiyya d. 728 AH
33

Qacida Jamica Fi Tawhid

قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة

Investigador

عبد الله بن محمد البصيري

Editorial

دار العاصمة،الرياض

Número de edición

الأولي

Año de publicación

١٤١٨هـ/١٩٩٧م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ قال الله: أثْنَى علي عبدي، وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال الله ﷿: مَجَّدَنى عبدي - وفى رواية: فَوَّض إلى عبدى - وإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ قال: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ". فقد ثبت بهذا النص أن هذه السورة منقسمة بين الله وبين عبده وأن هاتين الكلمتين مقتسم السورة، ف ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ مع ما قبله لله، و﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ مع ما بعده للعبد وله ما سأل؛ ولهذا قال من قال من السلف: نصفها ثناء ونصفها مسألة، وكل واحد من العبادة والاستعانة دعاء. وإذا كان الله قد فرض علىنا أن نناجيه وندعوه بهاتين الكلمتين فى كل صلاة، فمعلوم أن ذلك يقتضى أنه فرض علىنا أن نعبده وأن نستعينه؛ إذ إيجاب القول الذى هو إقرار واعتراف ودعاء وسؤال هو إيجاب لمعناه ليس إيجابا لمجرد لفظ لا معنى له، فإن هذا لا يجوز أن يقع؛ بل إيجاب ذلك أبلغ من إيجاب مجرد العبادة والاستعانة؛ فإن ذلك قد يحصل

1 / 59