ولا القمر ولا الريح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذابا لآخرين)، وقال ﷺ: (الليل والنهار مطيتان يقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود)، هذا كلام النبوة المشرق بنور المعرفة، وقال بعض الحكماء: الليل والنهار فرسان يركضان بالبسر إلى انقضاء الأعمار، وقال آخر الليل والنهار رحيان لطحن الأعمار وللشيخ المصنف في ذلك:
يا سائلي عن شيب رأسي شيبه ... أسمع جوابي فيه غير معرض
طحنت رحى الملوين عمري وانثنى ... في مفرقي أثر الغبار الأبيض
وللشريف ابن دقرخوان
جيشان مختلفان جيش دجنة ... يتغالبان معا وجيش نهار
والليل يكسو الجو مسحا أسودا ... متحرقا عند الشروق بنار
والصبح مد على النجوم ملاءة ... بيضاء يمنعها عن الأبصار
وفي كتاب كليلة ودمنة مثل أيام العمر ولياليه بغصنين مائلين على فم بئر والإنسان قائم عليهما والليل والنهار بجرذين أبيض وأسود مجدين في قطع الغصنين وهو لاه عنهما.
وقال شاعر في أيام الأسبوع
ما سبعة وكلهم أخوان ... ليس يموتون وهم شبان
لم يرهم في موضع إنسان
وذكر أنه وجد قبل الإسلام بألف عام على حجر مكتوبا في بعض غيران نجد:
جرمان لم يريا معا في منزل ... وكلاهما يجري به المقدار
لو كان شيء يكسوان خلوقه ... ما عاورته الشمس والأمطار
وقال شاعر
فما مقبلات مدبرات تواترت ... مخالفة الأسماء واللون واحد
تصرف في أبنائهن مرارة ... ومنهن حلوات وسحن وبارد
1 / 12