9
والإنكليزية وإحدى الحرف مائتا ألف ولد؛ أي ما يعدل عدد الجنود الذين قدمهم الزنوج في أثناء الحرب، ويغدو الكثير منهم سائقين، وينقذ الطبيب الأبيض كثيرا من الفتيان والصبيان من المنون،
10
وتحيا مساحات واسعة من الآجام، ويمنع دخولها، ويسلك ذباب تسي تسي
11
سبيل الزوال فيزول معه مرض النوم ويقل الموت، وإذا أراد الزنجي ترك القرية التي هي مسقط رأسه طلبا للرزق حملته باخرة الأبيض بأجرة زهيدة إلى الطرف الآخر من بحيرة كيوغا ثم عاد الزنجي مع قليل مال، ويندر أن تستولي جماعات الفيول على الحقول فتأكل غلالها في ساعة أو ساعتين، وتنظم الحكومة أمور صيدها وتنقيص عددها وترقبها وتكافح غزوها.
وتصفى حياة الزنوج وعملهم، فتصنع أكواخهم من الصلصال بدلا من الليف، وتعرض فرشهم، وتنمو الفواكه كما في كل وقت، ولكن السود فيما مضى كانوا يكسرون قطعة من قصب السكر في أثناء مرورهم ويبزمون
12
عليها ويمصون عصارتها ويرمونها، واليوم يقطع السود قصب السكر في الحقول المزروعة بانتظام ويأتون به إلى مقطورات صغيرة تحت سقف معمل السكر المصنوع من الحديد المصفح المتموج، وينشئ لهم صاحب هذا المعمل حجيرات قريبة منه إغراء لهم على العود في الغد أو بعد الغد، وكان السود يدخنون تبغا بريا فيما سلف، والآن يزرعونه وفق الأصول، فيشترون بثمنه سغاير أوروبية تسحر الأفئدة، وكان السود يجمعون البن البري الأحمر من فوق الأرض ليحمصوه ويشربوا محلوله بعد نقعه، والآن يجلسون القرفصاء تحت شجره الصغير المغروس على أسطر لجنيه في سلال ثم وضعه في أكياس تحملها عربات نقل بعد الوزن.
وكان أجدادهم يشقون سوق الشجر ذي الزهر الإكليلي الأخضر نيلا لعصارة لزجة، وهم في ذلك كانوا كالكهنود الحمر الذين أبصرهم كريستوف كولنبس يلعبون بكرات كبيرة سود نطاطة فقضى منها العجب، فتعلم الأوغنديون زرعه في الوقت الحاضر على صفوف كما تعلموا تفريضه
Página desconocida