13
بمباضع
14
مسنونة جيدا وعلى عمق مقرر واتجاه محدود وفي ساعة معينة، وذلك على أن يرجعوا وقت الفجر حاملين دلاء صغيرة؛ أي حينما تسيل العصارة بغزارة، ويشاهد السود في المصنع المجاور سرعة تجميد هذا اللبن الذي يقطع عصائب أو صفائح ثم ضغطه، فيعجبون بروح البيض المبدعة وبكل شيء جديد يجدونه في بلدهم القديم.
وإذا كان السود ينتفعون منذ زمن طويل بالحديد الخام في صنع سهامهم فإنهم اليوم ينشدون فيجدون معدنا أحسن من ذلك، يجدون معدنا يلمع على نور الشمس، ويظهر البيض، الذين يأمرونهم بالبحث عن الذهب في الجبل، راغبين في الزيادة منه مقدارا فمقدارا ويلقي البيض، أيضا، عين طمع على شجيرة خضراء، ذات ثمر على شكل الكبب، أحضروها من مكان قصي فكثرت بالملايين، وقد هيأ الأبيض للسود أراضي تترجح بين فدان وخمسة أفدنة وأعطاهم بذورا مجانا غير مطالب إياهم بسوى حسن العناية بالنبات مجزلا لهم الثمن عندما تأتي عربة النقل لأخذ المحصول، والنيل يشاهد القطن على ضفافه للمرة الأولى ثم يشاهده فوق السفن، والنيل قد جهل القطن في قرون، وهذه هي فاتحة محتومة يجهل الآن نفعها أو ضرها.
وقد حول ذلك الإنتاج المفيد للبيض نصف مليون من السود إلى عمال؛ أي ثمن سكان البلاد الأصليين الذين يقطن بالمدن منهم تسعون في المائة، ومن رشد الحكومة منع السخرة، ويعمل معظم السود لحساب أنفسهم، غير أن مشاريع البيض جعلت من الرجل الفطري عاملا يكسب اثني عشر شلنا في الشهر، والصناع والسواق وحدهم هم الذين ينال الواحد منهم أربعين شلنا في الشهر، ويكلف بوشل
15
الموز أربعين سنتا،
16
ويكلف بوشل الفول وبوشل البطاطا الحلوة عشرين سنتا فيبقى للعامل أربعة شلنات في آخر الشهر إذا ما عملت المرأة قليلا، ومما يتعذر على العامل أن يكسب أكثر من ذلك ما دام المطاط خاصا بالأبيض وما دام معظم البن وقصب السكر خاصا بالهندي، وما دام ربح القطن يقل مقدارا فمقدارا، وإذا أراد العامل إرسال ولده إلى مدرسة عالية ابتلع ذلك جميع مكسبه تقريبا، ومع ذلك إذا عمل للعامل نساء كثير أمكنه أن يقوم ببعض الأشرية، وذلك كأن يذهب إلى شارع القرية فيجد زنجيا جالسا أمام خياطته فيأخذ له هذا الخياط قياس قميص أو سروال، ثم يجلس القرفصاء على درجة منتظرا إياهما، وكأن يشتري قلنسوة أو فانوس جيب، وكأن يشرب قدحا من راح الويسكي متغفلا الشرطي.
Página desconocida