وأما الآية الأخرى، فإنا لا ننكر أن تسمى زوجة الإنسان أهلا، ولكن على المجاز لا الحقيقة، لأن أهليتها معرضة للزوال، بإيقاع الطلاق وأمثاله، مما يوجب بطلان عقد النكاح، وفي اللغة الحقيقة والمجاز، وهذا مما لا ينكر، وعلى هذا لفظة الأخوة في الدين مجازا، وعلى هذا جرت العادة بين الخلف والسلف في لفظ الولد والوالد بقول الصغير للكبير: أنت لي والد، والكبير للصغير: أنت لي ولد، وهذا من باب المجاز.
وفي الحديث علي والد المسلمين رواه الديلمي، والمعنى أنه عليه السلام عظيم الشفقة عليهم، فكأنه لهم كالوالد.
ومن ذلك الحديث المشهور: ((سلمان منا أهل البيت))، المعنى أن مودته وصحبته أدخلاه مدخلا خاصا، فكأنه من جملة الأهل، وعليه [قول الكميت]:
Página 111