لنا على أن أهل البيت علي وفاطمة والحسنان وأولادهما دون الزوجات ما روته عائشة بنت أبي بكر، قالت: "ولد لأبي غلام، فحملته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول الله سمه فسماه محمدا.
فقلت: يا رسول الله ادع له بالبركة، فقال: ((اللهم بارك فيه واجعله محبا لنبيك وأهل بيته)).
قالت عائشة: فقاتلني والله بالبصرة مع علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكرت عند ذلك الدعوة، فوددت أني كنت سقيمة سبع سنين ولم أسر ذلك المسير"، فهذه عائشة سيدة زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم إعترفت على نفسها بأن أهل البيت قرابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فمن قال غير ذلك، فقد ادعى للخصم ما لم يدعه لنفسه.
لنا أيضا ما قاله هشام بن عبد الملك - لعنه الله تعالى- لزيد بن علي عليهما السلام حين قال له: "بلغني أنك تهم بالقعود في هذا المجلس، وأن أمك أمة، ولا يصلح ولد أمة لهذا الأمر"، أو كما قال.
فقال زيد بن علي عليهما السلام: (ما أمي مع أمك إلا كأم إسماعيل مع أم إسحاق)، وقيل: بل قال زيد بن علي عليهما السلام: (إن النبوة فوق الإمامة، وقد كان إسماعيل نبيا وأمه أم ولد)، فبهت هشام وقال: "زعمتم أنه قد فني [أهل هذا البيت]"، فأقر هشام أن "أهل البيت" هم أولاد فاطمة عليها السلام على شدة عداوته. شعرا:
Página 109