قلنا: تعلقكم بالدليل على عصمته عليه السلام إنما هو بآخر الكلام، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ووال من والاه، وعاد من عاداه)) ونحن لا ننكر هذا ؛ لكن دليلنا على الإمامة قوله صلى الله عليه وآله وسلم في أول الكلام: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فأولها دليل على الإمامة، وآخرها دليل على العصمة، وحينئذ مرحبا بالوفاق، ولا تنافي بين العصمة والإمامة.
جواب آخر: سلمنا لكم أن هذا الخبر إنما يدل على عصمته حين دعا له على القطع الذي يوجب له المولاة ظاهرا وباطنا، وأن هذا متى ثبت فإنه يدل على أنه كرم الله وجهه أحق بالإمامة من غيره الذي لم تثبت عصمته ؛ لأنه عليه السلام متى كان مقطوعا بعصمته، كان إيمانه وعدالته مقطوعين معلومين، وهذان الشرطان معتبران في الإمامة، أعني الإيمان والعدالة، ومتى كانا فيه عليه السلام معلومين قطعا وفي غيره مظنونين، لم يجز العدول عن المعلوم إيمانه وعدالته إلى المظنون ذلك من حاله ؛ لأن العدول إلى الظن مع حصول ما يوجب العلم لا يجوز، كما لا يجوز العدول إلى الإجتهاد مع وجود النص، فقد بان بذلك أن في الخبر دلالة على إمامته عليه السلام كيفما دارت القضية، وأن المتقدم عليه مخطئ على كل حال.
Página 86