* وأما المطلب الرابع في الجواب على صاحب هذه المقالة الغائلة، والعقيدة المائلة، فالقصد هاهنا إنما هو التنبيه على الجواب في قول صاحب هذه المقالة الفاسدة: إن المولى بمعنى الناصر، وتأويله لخبر الغدير على هذا المعنى، وإنكاره أن يكون في الآية دلالة على إمامة علي عليه السلام، وهي قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(55)}[المائدة] لا الكلام في الإمامة بطولها وأفانينها، إذ كانت بحمد الله مستوفاة بالأدلة الواضحة، والبراهين اللائحة، في غير كتاب من تصانيف أئمتنا وساداتنا وعلمائنا، ومن أراد استيفاء الكلام، فليقصد مصنفات الزيدية وعلمائها في هذه المسألة، كالدعامة للسيد أبي طالب عليه السلام وشرحه للفقيه علي بن زيد الجيلاني مجلدان كبيران، وكتاب تثبيت الإمامة للقاسم عليه السلام، وإنه عليه السلام كما وصفه الفقيه حسام الدين حميد بن أحمد أحسن فيه كل الإحسان في نصرة مذهب الزيدية في تقديم أمير المؤمنين عليه السلام على المشائخ، وأورد من الأسئلة العجيبة في هذا المعنى على المتقدمين عليه بما يشهد بأنه البحر الزخار، والقمر النوار، والغمام المدرار، ومن التصانيف المشهورة في مسألة الإمامة كتاب الإمام المنصور بالله عليه السلام المعروف "بالشافي" فإنه عليه السلام بسط فيه من الكلام، ما هو شفاء للأوام، ودواء للأسقام إلا الداء العقام، فما دواؤه إلا الحسام.
ومن ذلك أيضا كتاب الإمامة من تصانيف الهادي - عليه السلام- وعلى الجملة ما نعلم في الغالب إماما من أئمتنا عليهم السلام سابقا ولا مقتصدا إلا وله كلام في مسألة الإمامة، إما تصنيف بسيط في هذه المسألة أو وسيط أو مختصر، وكل ذلك موجود بحمد الله تعالى، وأئمة الزيدية قدر مائة إمام، ذكره الفقيه محمد الديلمي رحمه الله تعالى.
Página 68