فحصل بما قلناه أن صاحب هذه المقالة لا يعد من الزيدية رأسا.
قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: في كتابه المعروف "بالكاشف للإشكال في الفرق بين التشيع والإعتزال": وسألت عمن رضى عن الخلفاء، ويحسن الظن بهم من الزيدية، ويقول أنا أقدم عليا، وأرضي عن المشائخ، ما يكون حكمه ؟ وهل تجوز الصلاة خلفه ؟
قال الإمام المنصور بالله: "الجواب عن ذلك: أن هذه المسألة غير صحيحة، فيتوجه الجواب عنها ؛ لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا نعلم في الأئمة عليهم السلام من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك.
وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلناه على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهر، وإنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة، يفضلون عليا، ويرضون على المشائخ، وليس هذا يطلق على أحد من الزيدية ؛ لأنا نقول: قد صح النص على أمير المؤمنين من الله تعالى، ومن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله سبحانه، وإن كانت جائزة المعصية والترضية فما أبعد الشاعر في قوله:-
Página 59