[مبتدأ الأسئلة وإجاباتها]
المسألة الأولى:
ما الذي تراه الزيدية كثر الله تعالى محافلها، وحرس عن بدع المخالفين مقاولها في مظهر التمسك بمذهب العترة النبوية، وهو يذهب أن طريق الإمامة العقد والإختيار ؟ وأن حصر الإمامة في أولاد البطنين محدث ضعيف ؟ ويرى تصويب المتقدمين على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ ويعتقد أن عليا كرم الله وجهه كواحد من الصحابة، لا فضل له على واحد منهم بخلة من خلال الفضل ؟ ويتأول حديث الغدير وأمثاله من نصوص الكتاب والسنة ؟ ويرجح ما تقوله المعتزلة أن الولي والمولى بمعنى الناصر فقط ؟ ويتبع النصوص الواردة في إمامة علي عليه السلام فيتأولها واحدا واحدا، نافيا لها عن أن تكون دالة على إمامته - عليه السلام، جاعلا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام، منه ما هو آحادي فلا يقبل، ومنه ما ورد في معنى الفضل لا التفضيل لمن ورد فيه على غيره، كخبر الغدير وخبر المنزلة وخبر الطير وأمثالها ؟
ويقول: له بهذه الأخبار وما يشابهها فضل ما، وأما الضرب الثالث مما ورد فيه عليه السلام شئ لم يقل به إلا الإمامية وقصاص الأخبار الذين يقال لهم في اللغة المجلوزين، قال: وما كان هذا سبيله فلا يجوز الاعتماد عليه، ولا ينبغي تصديقه.
هذا كلامه، ويرى كلام الأئمة وعلماء الزيدية هذيانا لا يعتد به عنده إلا كل مائق مألوس، ويظهر اشتداده بهذه الفضيلة، واختصاصه بهذا التحقيق في علماء الأوان، هل يعد هذا من الزيدية، والمتمسكين بمذهب العترة النبوية ؟ وما حكمه ؟ وما الذي يجب في معاملة الزيدية له ؟ ومايستحب في ذلك ؟ وما تجوز معاملته به ؟ فقد عظمت محنته ونجمت نجوم قرن الماعز بدعته.
والجواب والله الهادي إلى الصواب ينحصرفي أربعة مطالب: الأول: في حكم صاحب هذه المقالة، والثاني: هل يعد من الزيدية، والثالث: في بيان ما تجب معاملته، وما يستحب في ذلك وما يجوز وما لا يجوز، والرابع: في الإشارة إلى الجواب عن مقالته.
Página 54