متغايرتين ، كالمادة والصورة.
قيل : إنه لا يكفي احتياج بعض الأجزاء إلى ما يحتاج إليه الآخر وإن استغنى عن الآخر ، وإلا لتمت الحقيقة بالمحتاج والمحتاج إليه ، دون الآخر ، فلا يكون الآخر جزءا ، بل ما احتاج إليه الآخر ، مثلا الحيوان غير متقوم بالضاحك ، وإن احتاج إلى ما يحتاج إليه الضاحك وهو الناطق. والملازمة ممنوعة.
** البحث الثالث : في أن البسائط هل هي مجعولة أم لا؟ (1)
اختلف الناس في ذلك ، بعد اتفاقهم على أن وجود الممكن البسيط إنما يحصل بالفاعل ، فليس النزاع في أن وجود البسيط هل يحصل بالفاعل أم لا ، بل في ماهيته ، مثلا : هل السواد سواد بالفاعل أم لا؟.
فذهب أكثر الأوائل وقدماء المعتزلة إلى أنها غير مجعولة.
وذهب آخرون ، خصوصا من جعل الوجود نفس الماهية ، إلى أنها مجعولة (2).
احتج الأولون بوجوه :
** الأول :
بالنسبة إلى شيء واحد ، لاحتياج الإضافة إلى مضافين ، إذ من خاصيتها (3) التعاكس. وإذا لم يعقل عروض الإمكان للواحد إلا باعتبار حصول شيء آخر له كوجود أو عدم ، استحالت الحاجة عليه لانتفاء علتها (4).
Página 168