163

الأجزاء ، هذا خلف ، أو خارجا عنها ، فتكون الأجزاء عوارض ، وهو محال.

وليس بجيد ، لأن هنا قسما آخر وهو أن يكون مجموع الداخل ، لأن كلامه يشعر بأنه أراد بالداخل بعض الأجزاء.

وقيل : لو كان مجموع الأجزاء نفس الماهية ، لم تكن للمركب علة تامة ، لأنها ليست مجموع الأجزاء ، لأن التقدير أنها نفسه (1)، ولا بعضها ، لافتقاره إلى الآخر (2) ولا الخارج ، لافتقاره إلى الأجزاء. ولا إلى (3) جميع الأجزاء والخارج ، وإلا لكان نفس الماهية جزء علتها. ولا بعض الأجزاء والخارج ، لافتقاره إلى البعض الآخر ، وهذا الإيراد من فوائد «المولى الأعظم الوزير خواجه رشيد الملة والدين» وهو لازم لا جواب عنه إلا المعارضة.

وهذه الآحاد إنما تتركب منها الماهية لو كان بعضها محتاجا إلى البعض الآخر ، إذ لو كان كل واحد منها (4) غنيا عن صاحبه لم تتركب منها حقيقة واحدة ، وكان بمنزلة جلوس الإنسان على الحجر ، فإنه لما انتفت الحاجة بينهما ، امتنع تركب حقيقة منهما. والمعجون وإن استغنى كل واحد من أجزائه عن البواقي ، لكن الصورة الحاصلة من تركيب تلك الأجزاء المادية محتاجة إليها ، وتلك الصورة المعجونية جزء من المعجون ، وكذا الصورة (5) العددية ، كالعشرية المحتاجة إلى آحادها ، والصناعية كذلك ، كالحائط المستغني كل واحد من أجزائه المادية عن الآخر ، واحتياج صورته إليها ، ولا يمكن احتياج كل واحد منها إلى الآخر من الجهة الواحدة ، وإلا لزم الدور ، بل إن احتاج كل منهما إلى الآخر فمن جهتين

Página 167