في الكُتّاب
أذيعت سنة ١٩٥٩
نويت أن أجعل هذا الحديث ليوم الطفل، فصحّت النية ولكن لم يتم المراد.
أردت أن أتكلم فيه عن مشكلات الطفولة اليوم، فكان عن ذكريات طفولتي أنا أمس، وأردته موعظة وعبرة، فجاء قصة وذكرى. والقلم قد يجمح بيد الكاتب أحيانًا كما يجمح الفرس بالفارس، فيمشي حيث يريد هو لا حيث يريد صاحبه.
وذلك أنني قعدت لأكتب هذا الحديث وأنا لم أعدَّ عدّته، لأن الوقت ضاق بي وأعجلني الموعد، فشرعت وما ركزت أسس الفكرة ولا بيّنت مسالك القول، وأخذت القلم أنتظر ما يُفتح به عليّ. فما فُتح عليّ باب القول ولكن فُتح باب الغرفة، ودخل مؤمن الصغير (١)، ابن بنتي، وهو محمرّ العينين، سائل الدمع على
_________
(١) وهو اليوم طبيب في مستشفى الملك فهد في جدة.
قلت: هذه الحاشية أضافها الشيخ بخطّه إلى الكتاب، وذلك حين نشر المقالة في صحيفة «الشرق الأوسط» في سلسلة «صور وخواطر» التي بدأ بنشرها في آخر عام ١٩٨٧. وشاء الله أن يبقى مؤمن طبيبًا في مستشفى الملك فهد بجدة حتى توفي جدي ﵀ فيه وهو قائم على رأسه، ثم =
1 / 45